قال: ذلك علي بن أبي طالب (أمير المؤمنين) (1) حقا، تركته بالكوفة مشغولا يحكم بكتاب الله، ويقضي بسنة رسول الله، لا تأخذه في الله لومة لائم.
قالوا: فما تريد؟
قال: قد جئت من العراق إلى الشام أريد الدخول إلى معاوية.
قالوا: إنه عنك (2) مشغول.
قال: في ما ذا هو (3) مشغول؟ بقراءة القرآن، أو بعلم إيمان، أو (4) بزور وبهتان؟! قالوا: لا، ولكنه مع أهل بيته يشاورهم كيف يلقى علي بن أبي طالب.
قال: والله، ما هذه صفة المسلمين، ولكنها (5) صفة فرعون وهامان وقارون في قتل موسى وهارون.
فكتب عند ذلك مروان إلى معاوية يخبر بخبره وما يقول، وأدخلوا ما قال، فأمر معاوية بضرب سماطين (6) لولده يزيد، (وتبعته) (7) في أيديهم الحديد، ولباسهم الحديد (8) والزرد؛ فلما رآهم الطرماح، قال: ما هؤلاء المتشبهون بالزبانية؟ فلم يلبث أن خرج يزيد على خده أثر، فقال الطرماح: من هذا الواسع الميشوم
Shafi 81