قال: فانصرف هشام أخبث (1) انصراف؛ ثم قال: ويحك يا ربيع! رأيت ما سلقنا هذا بلسانه وما سمعنا من هذا الشيخ؟!
فقال له (2): والله، لقد هممت بضرب عنقه مرارا لولاك (3)، قال: أحفظت مقالته؟ فقلت (4): لا، وكيف كنت أحفظ عنه ما هجر به؟! فقال: لو حفظت شيئا من مقالته (5) ما ذقت النار.
فلما انصرف هشام إلى منزله، بعث الرجال في طلبه، وكان الشيخ ذا هيبة وأديبا، فمن حين انصرف أوجس خيفة وعدل عن الطريق وأخذ على مياه كلب، فلم يعرفوا له خبرا، ولم يقفوا له أثرا (6) حتى دخل الكوفة.
قال ربيع: وما زلت (7) كاتما ذلك حتى مات هشام (ومن أخافه، فأخبرت) (8).
Shafi 78