Ghurar Akhbar
غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)
Nau'ikan
ذلك على أيدينا، فعدل بالأمر على غيرنا، فإن (أراد) الله رد الأمور إلى حقائقها أتبعها لها يختم بنا كما فتح (1).
وروي أيضا عن ابن عباس أنه دخل على معاوية يوما وكان مريضا، فلما رآه معاوية على تلك الحالة طمع فيه، فقال: يا ابن عباس، الله أعلم حيث يجعل رسالاته؛ فقال له ابن عباس: الحمد لله الذي أنطقك بحقنا وعرفك فضلنا، والحمد لله الذي جعل الخير منا، والنبوة فينا، وجعلنا أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
قال: وكان معاوية متكئا، فجلس وقال (: أرأيتم كيف حرمكم الله هذا الأمر الذي عرضتم له مناكبكم، فقال) (2) ابن عباس: يا معاوية، إن الله لم يزل يذود أولياءه عن الدنيا ذود الراعي إبله عن موارد الهلكة وقد قال سبحانه (3): (قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار) (4) وايم الله يا معاوية (5)، لو لا حق النبوة، وحرمة الإسلام، ووصية النبي بهما، وخذلان الناصر، وغلبة العدو، لعلمت أنه يقصر باعك ويضيق منكبك أن تقذف دلوا في طوى شد عليها هاشمي رشاء.
فقال له معاوية: يا ابن عباس، لا أزال أمازحك ولم تحلم (6)؟!
فقال ابن عباس: إن الحلم عمن ترى له الفضل عليك صعب، فاتق الله
Shafi 270