الأخبار وسماعها، فقصدت محمد بن إسماعيل البخاري ببخارى صاحب التاريخ والمنظور إليه في معرفة علم الحديث، وأعلمته بمرادي وسألته الإقبال علي في ذلك.
فقال لي: يا بني لا تدخل في أمرٍ إلا بعد معرفة حدوده والوقوف على مقداره.
فقلت له: عرفني، رحمك الله، حدود ما قصدتك له ومقادير ما سألتك عنه.
فقال لي: اعلم أن الرجل لا يصير محدثًا كاملًا في حديثه إلا بعد أن يكتب أربعًا مع أربعٍ، كأربعٍ مثل أربعٍ، في أربعٍ عند أربع، بأربع على أربع، عن أربع لأربع. وكل هذه الرباعيات لا تتم له، إلا بأربع مع أربع. فإذا تمت له هان عليه أربع وابتلي بأربع، فإذا صبر على ذلك أكرمه الله بأربع وأثابه في الآخرة بأربع.
قلت له: فسر لي ما ذكرت من أحوال هذه الرباعيات، من قلب صافٍ بشرحٍ كاف وبيانٍ شاف، طلبًا للأجر الوافي.
فقال: نعم، أما الأربعة التي تحتاج إلى كتبها هي أخبار الرسول ﵇ وشرائعه، والصحابة ومقاديرهم، والتابعين وأحوالهم، وسائر العلماء وتواريخهم، مع أسماء رجالهم وكناهم وأمكنتهم وأزمنتهم، كالتحميد مع الخطب، والدعاء مع الرسل، والبسملة مع السور، والتكبير مع الصلوات، مثل المسندات والمرسلات
1 / 70