ثم انصرف هو إلى الأندلس سنة خمس وتسعين فسكن بلده وشوور فيه، وسمع ودرس الفقه والأصول وجلس للوعظ والتفسير ورحل إليه للسماع، وصنف في غير فن تصانيف مليحة كثيرة حسنة مفيدة. وولي القضاء مدةً ثم صرف وكان فهمًا نبيلًا، فصيحًا حافظًا أديبًا شاعرًا كثير الخير مليح المجلس، ولكثرة حديثه وأخباره وغرائب حكاياته ورواياته ما أكثر الناس فيه الكلام وطعنوا في حديثه.
وتوفي، ﵀، في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وأربعين منصرفه من مراكش من الوجهة التي توجه فيها مع أهل بلده إلى الحضرة، بعد دخول مدينة إشبيلية فحبسوا بمراكش نحو عام، ثم سرحوا في هذا الحين فأدركته بطريقه منيته على مقربة من فاس بمرحلة وحمل ميتًا إلى مدينة فاس ودفن بباب الجيسة.
واجتاز ببلدنا [فكتبت عنه فوائد من حديثه] وناولني كتاب المؤتلف والمختلف للدارقطني.
وحدثني به عن أبي الحسين الطيوري عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمد المحاملي عن الدارقطني إلا جزأين: الثامن والتاسع فإن الطيوري يرويهما عن أبي بكر محمد بن عبد الملك بن بشران عن الدارقطني.
1 / 68