مدة وتقدم في الفقه مذهبًا وخلافًا وفي الأصول وعلم التوحيد وحصلت له الإمامة ودرس هناك ولازم الزهد والانقباض والقناعة مع بعد صيته وعظم رياسته.
قال القاضي أبو علي: أخبرت أنه إنما كان يطبخ ببيت المقدس في شقفٍ.
وقال لي غيره: كان بعض الجلة الصالحين هناك يقول: «الذي عند أبي بكر من العلم هو عند الناس، والذي عنده مما ليس مثله عند غيره: دينه» .
استوطن أخيرًا مدينة الإسكندرية واستدعاه السلطان بها إلى سكنى الفسطاط والانتقال إليه لرياسة فتواه فامتنع، وكان مجانبًا للسلطان هناك وأصحابه معرضًا عنهم شديدًا عليهم مع مبالغتهم في بره. وامتحن أخيرًا بالإخراج عن الإسكندرية والتزامه الفسطاط ومنع الناس من الأخذ عنه ثم سرح؛ وتوفي، ﵀، بالإسكندرية في شعبان سنة عشرين وخمسمائة.
وعليه تفقه الاسكندريون ونجب عليه منهم عدةٌ، وألف تواليف حسانًا منها: تعليقه في مسائل الخلاف وفي أصول الفقه وكتابه في البدع والمحدثات وفي بر الوالدين وكتابه المسمى بالسعود في الرد على اليهود والمسمى بنظم السلوك في وعظ الملوك ورسالة تحريم الغناء واختصاره لكتاب الثعالبي في القرآن وغير ذلك.
1 / 63