365

Ghunyar Attalibeen

الغنية لطالبي طريق الحق

Editsa

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Inda aka buga

بيروت - لبنان

Nau'ikan

السلام -: ﴿من أنصاري إلى الله﴾ [الصف: ١٤، وآل عمران: ٥٢] يعني من ينصرني مع الله على أهل الكفر والطغيان فأدعوهم إلى طاعة الله تعالى وتوحيده فـ ﴿قال الحواريون نحن أنصار الله﴾ [الصف: ١٤، وآل عمران: ٥٢] فتركوا معيشتهم واتبعوا عيسى ﵇ -يسبحون معه أينما توجه من الأرض، فيرون العجائب والمعجزات التي تجرى على يده ﵇، فأي وقت جاعوا أو احتاجوا إلى الطعام أخرج عيسى يده فأخرج من الأرض لكل واحد منهم رغيفين ولنفسه كذلك، وكان جبريل ﵇ يمشي معه ويريه العجائب ويؤيده ويبصره بالأشياء، فما زال عيسى ﵇ -يرى بني إسرائيل العجائب ولم يزدهم ذلك إلا بعدًا من تصديقه وإتباعه، حتى يخرج معه يومًا خمسة آلاف بطريق من بني إسرائيل وسألوه المائدة مع الحواريين، فقال عيسى ابن مريم ﵇ -عند ذلك: ﴿اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدًا لأولنا وآخرنا﴾ [المائدة: ١١٤].
يقول: تكون عيدًا لمن كان في زماننا عند نزول المائدة، وتكون عيدًا لمن بعدنا، وتكون المائدة ﴿آية منك وارزقنا﴾ [المائدة: ١١٤] يعني المائدة ﴿وأنت خير الرازقين﴾ [المائدة: ١١٤] من غيرك فإنك خير من يرزق ﴿قال الله﴾ [المائدة: ١١٥] تعالى: ﴿إني منزلها﴾ [المائدة: ١١٥] يعني المائدة عليكم ﴿فمن يكفر بعد منكم﴾ [المائدة: ١١٥] أي بعد نزولها منكم ﴿فإني أعذبه عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين﴾ [المائدة: ١١٥] فأنزلها الله عليهم يوم الأحد من السماء سمكًا طريًا وخبزًا رقاقًا وتمرًا.
وقيل: كانت سفرة فيها سمكة مشوية، وعند رأسها ملح وعند ذنبها خل وفيها خمسة أرغفة، على كل رغيف زيتونة، وخمس رمانات وتمرات قد نضد حولها من البقول ما خلا الكراث.
وقيل: إن عيسى ﵇ -قال لأصحابه وهم جلوس في روضة: هل مع أحد منكم شيء؟ فجاء شمعون بسمكتين صغيرتين وخمسة أرغفة، وجاء آخر بشيء من السويق، فعمد عيسى ﵇ -فقطعهما صغارًا وكسر الخبز فوضعه فلقًا، ووضع السويق، وتوضأ ثم صلى ركعتين ودعا ربه، فألقى الله ﷾ على أصحابه شبه السبات، ففتح القوم أعينهم وزاد الطعام حتى بلغ الركب، فقال عيسى ﵇ -للقوم: كلوا وسموا الله ولا ترفعوا، وأمرهم أن يجلسوا حلقًا حلقًا، فجلسوا وأكلوا

2 / 32