261

Ghunyar Attalibeen

الغنية لطالبي طريق الحق

Bincike

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Inda aka buga

بيروت - لبنان

Nau'ikan

"قيل يا محمد من آل محمد؟ قال: كل تقى" فالتقوى جماع الخيرات. وحقيقة الاتقاء: التحرز بطاعة الله ﷿ عن عقوبته: يقال: اتقى فلان بترسه. وأصل التقوى: اتقاء الشرك، ثم بعده اتقاء المعاصي والسيئات، ثم بعده اتقاء الشبهات، ثم يدع بعده الفضلات. وجاء في تفسير قوله تعالى: ﴿اتقوا الله حق تقاته﴾ [آل عمران: ١٠٢] هو أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر. وقال سهل بن عبد الله ﵀: لا معين إلا الله، ولا دليل إلا رسول الله، ولا زاد إلا التقوى، ولا عمل إلا الصبر عليه. وقال الكتاني ﵀: قسمت الدنيا على البلوى، وقسمت الجنة على التقوى، ومن لم يحكم بينه وبين الله التقوى والمراقبة لم يصل إلى الكشف والمشاهدة. وقال النصر أباذي أيضًا: من لزم التقوى اشتاق إلى مفارقة الدنيا، لأن الله تعالى يقول: ﴿وللدار الآخرة خير للذين يتقون﴾ [الأنعام: ٣٢]. وقال بعضهم: من تحقق في التقوى هون الله على قلبه الإعراض عن الدنيا. وقال أبو عبد الله الروذباري: التقوى مجانية ما يبعدك عن الله تعالى. وقال ذو النون المصري رحمه الله تعالى: التقى من لا يدنس ظاهره بالمعارضات، ولا باطنه بالغلالات، ويكون واقفًا مع الله تعالى موقف الاتفاق. وقال ابن عطية رحمه الله تعالى: للمتقى ظاهر وباطن، فظاهره محافظة الحدود، وباطنه النية والإخلاص. وقال أيضًا ذو النون المصري رحمه الله تعالى: لا عيش إلا مع رجال تحن قلوبهم للتقوى وترتاح بالذكر. وقال أبو حفص رحمه الله تعالى: التقوى في الحلال المحض لا غير. وقال أبو الحسين الزنجاني رحمه الله تعالى: من كان رأس ماله التقوى كلت الألسن عن وصف ربحه. وقال الواسطى رحمه الله تعالى: التقوى أن يتقى من تقواه، يعني من رؤية تقواه. وروى أن ابن سيرين رحمه الله تعالى اشترى أربعين جبًا سمنًا فأخرج غلامه فأرة

1 / 273