239

Ghunyar Attalibeen

الغنية لطالبي طريق الحق

Bincike

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Inda aka buga

بيروت - لبنان

Nau'ikan

والشكر الفوز بالجنة. ودخل الحسن البصري ﵀ مكة، فرأى غلامًا من أولاد علي بن أبي طالب ﵁ قد أسند ظهره إلى الكعبة يعظ الناس فوقف عليه الحسن وقال له: ما ملاك الدين؟ فقال: الورع، فقال: ما آفة الدين؟ قال: الطمع، فتعجب الحسن منه. وقال إبراهيم بن أدهم ﵀: الورع ورعان، ورع فرض، وورع حذر، فورع الفرض: الكف عن كل معاصي الله، وورع الحذر: الكف عن الشبهات في محارم الله تعالى. فورع العام من الحرام والشبهة، وهو كل ما كان للخلق عليه تبعة، وللشرع فيه مطالبه، وورع الخاص من كل ما كان فيه الهوى وللنفس فيه شهوة ولذة، وورع خاص الخاص من كل ما كان لهم فيه إرادة ورؤية. فالعام يتورع في ترك الدنيا، والخاص يتورع في ترك الجنة العليا، وخاص الخاص يتورع في ترك ما سوى الذي خلق وبرأ. قال يحيي بن معاذ الرازي ﵀: الورع على وجهين، ورع في الظاهر وهو ألا تتحرك إلا لله، وورع في الباطن، وهو ألا يدخل في قلبك سواء ﵎. وقال يحيي ﵀ أيضًا: من لم ينظر في دقيق من الورع لم يحصل له شيء ولم يصل إلى الجليل من العطاء. وقيل: من دق في الورع نظره جل في القيامة خطره. وقيل: الورع في المنطق أشد منه في الذهب والفضة؛ والزهد في الرياسة أشد منه في الذهب والفضة، لأنك تبذلهما في طلب الرياسة. وقال أبو سليمان الداراني ﵀: الورع أول الزهد، كما أن القناعة طرف الرضا. وقال أبو عثمان ﵀: ثواب الورع خفة الحساب. وقال يحيي بن معاذ ﵀: من لم يصحبه الورع في فقره أكل الحرام النص. وقال يونس بن عبيد الله ﵀: الورع الخروج من كل شبهة، ومحاسبة النفس

1 / 251