185

Ganimat al-fariqayn min hikam al-Ghawth al-Rifa'i Abi al-Alamayn

غنيمة الفريقين من حكم الغوث الرفاعي أبي العلمين

Nau'ikan

ألا إن العقل كثز من كنوز الله أحاطه بجواهر الأدب، ومد جبال تحمه(1) إلى القلوب، مادته نورية لا تضعف بتعطيل بعض الحواس، ولا تدخل في الممائلة إلا مع المادة الروحية بالقياس، يذهلها ذهول ججاب ألم الأعضاء، ويزعجها إزعاج دمشة حب الأشياء، ويصرفها عن مداركها (2) قلق متمن، وخوف مقنط.

وقد يكون في الناس من لا تنصرف مادة عقله بكل هذا العظم، هييتها النورية، ولتحكمها في برزخجها القائم بها والقائمة به، فتقف عند كل حادث مع القدر استسلاما له(3)، وإيمانا بالله، وخضوعا لحكمه وغيبه(4) عن الآثار، وتمتنا في مقام الرضا(5)، وتلذذا باستفقاده تعالى في الحيل، وفرحا بلقائه بعد الممات .

وهذا مقام الرجال المحمديين الذين عرفوا الله وآمنوا به، وتوكلوا عليه، وهم الذين قال تعالى في شأنهم {ألا إب أولياء الله لا خوف عليهمد ولا هم يحرنو ا} (يونس : 22).

Shafi 224