Gandu Tarihin Kai: Labarin Gwaje-gwajena da Gaskiya
غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة
Nau'ikan
وكانت تلك الصداقة ذاتها ستؤدي بي إلى خيانة زوجتي، لكنني نجوت بالكاد، فقد اصطحبني صديقي في يوم من الأيام إلى أحد بيوت الدعارة، وأدخلني بعد أن أخبرني ببعض النصائح والتوجيهات الضرورية، وكان كل شيء معدا سلفا، فقد تكفل صديقي بدفع الأجر المطلوب بالفعل، وألقيت بنفسي بين براثن الرذيلة، لكن الإله حماني من نفسي برحمته الواسعة. لقد جلست بجانب المرأة على فراشها في وكر الرذيلة هذا دون حراك، كأن عيناي قد عصبت ولساني قد عقد، وبالطبع، نفد صبر المرأة، وطردتني وهي تنهال علي بالسباب المقذع، وحينها شعرت أن رجولتي قد جرحت، وتمنيت لو أن الأرض انشقت وابتلعتني من شدة خجلي، لكنني بعد ذلك توجهت إلى الإله بالشكر لإنقاذي من براثن الرذيلة. وأذكر على مدار حياتي أنني تعرضت لأربع وقائع من هذا النوع، وفي معظم تلك الوقائع كانت نجاتي تأتي نتيجة حظي الحسن وليس قوة إرادتي. إذا ما نظرنا إلى الأمر من وجهة نظر أخلاقية بحتة، نجد أن جميع تلك الأحداث تعتبر زلات أخلاقية، فقد كانت لدي الرغبة الجنسية التي لا تقل إثما عن ممارسة الجنس. ومن وجهة النظر الدنيوية العادية، يعتبر المرء الذي ينجو من ارتكاب خطيئة، ناجيا. وقد نجوت بهذا المعنى فقط. هناك بعض الأفعال التي تكون النجاة منها بمنزلة حادثة سعيدة لكل من الشخص الذي نجا والأشخاص من حوله، وفور أن يعود المرء إلى رشده، يشكر الإله على تخليصه منها برحمته. ومن المعروف أن المرء كثيرا ما يركن إلى الإغواء مهما قاومه، ولكننا نعلم أن العناية الإلهية كثيرا ما تتدخل لتخلصه بغض النظر عن أهوائه. كيف يحدث كل ذلك؟ إلى أي مدى يكون الإنسان حرا وإلى أي مدى يتأثر بالظروف؟ ما مدى تدخل الإرادة الحرة وأين دور القدر في الأحداث؟ إن جميع هذه الأسئلة تمثل لغزا محيرا وستظل كذلك إلى الأبد.
نعود إلى سرد القصة، فأذكر أن كل هذه الأحداث لم تفتح عيني على الشر الذي يعود علي من تلك الصداقة، ونتيجة لذلك كان في انتظاري المزيد من الأحداث المؤلمة، حتى اكتشفت بعض زلاته التي لم تخطر لي ببال على الإطلاق، لكنني سوف أذكر تلك الزلات فيما بعد؛ للحفاظ على السرد الزمني للأحداث.
على كل حال، هناك أمر واحد يجب علي أن أذكره الآن لأنه يتعلق بهذه المرحلة، كانت علاقتي بصديقي هذا، بلا شك، أحد أسباب خلافاتي مع زوجتي، وكنت زوجا وفيا وغيورا في الوقت ذاته، وكان صديقي يشعل نيران الغيرة والشكوك تجاه زوجتي، ولم أكن أشك مطلقا في صدقه. لم ولن أسامح نفسي أبدا على الألم الذي كنت أسببه لزوجتي نتيجة لإصغائي لكلام صديقي. ربما لا توجد امرأة يمكن أن تتحمل كل هذه الصعاب غير الزوجة الهندية، ولذلك أعتبر المرأة تجسيدا لمعنى التسامح. إذا ما اتهم خادم بغير حق، فسيترك وظيفته، وكذلك إذا اتهم ابن فسيفر من منزل والده، وأيضا إذا اتهم الصديق فسينهي تلك الصداقة. أما الزوجة إذا ما شكت في زوجها، فستلزم الصمت، ولكن إذا شك فيها زوجها، فستكون نهايتها. فأين يمكن أن تذهب؟ لا تستطيع الزوجة الهندية أن تطلب الطلاق في المحاكم، فالقانون لا يحميها. ولا أستطيع أن أنسى أو أن أغفر لنفسي ما سببته لزوجتي من تعاسة.
لقد تخلصت من آفة الشك هذه عندما أدركت فحوى كلمة «أهيمسا»
1
بكل ما تحمله من معان. ورأيت وقتها عظمة «البراهماشاريا»،
2
وأدركت أن الزوجة ليست جارية لدى زوجها، بل رفيقته ومعينته، وشريكته في السراء والضراء، وتتمتع بنفس القدر من الحرية الذي يتمتع به الزوج في اختيار طريقة حياتها. كلما تذكرت تلك الأيام المظلمة، شعرت بالاشمئزاز من حماقتي وقسوتي الشهوانية، وشعرت بالأسف الشديد لثقتي العمياء بصديقي.
هوامش
الفصل الثامن
Shafi da ba'a sani ba