170

Fusus al-hikam

فصوص الحكم

Nau'ikan

ولما كان لا يلقى الحق إلا بعد الموت كما قال عليه السلام " إن أحدكم لايرى ربه حتى يموت " لذلك قال تعالى "ولا بد له من لقائي " . فاشتياق الحق لوجود هذه النسبة:

يحن الحبيب إلى رؤيتي

وإني إليه أشد حنينا

وتهفوالنفوس ويأبى القضا

فأشكوالأنين ويشكوالأنينا فلما أبان أنه نفخ فيه من روحه ، فما اشتاق إلا لنفسه . ألا تراه خلقه على صورته لأنه من روحه؟ ولما كانت نشأته من هذه الأركان الأربعة المسماة في جسده أخلاطا ، حدث(2) عن نفخه اشتعال(3) بما في جسده من الرطوبة ، فكان روح الإنسان نارا لأجل نشأته . ولهذا ما كلم الله موسى إلا في صورة النار وجعل حاجته فيها . فلو (4) كانت نشأته طبيعية لكان روحه نورا. وكنى عنه بالنفخ يشير إلى أنه من نفس الرحمن ، فإنه بهذا النفس الذي هو النفخة ظهر عينه وباستعداد المنفوخ فيه كان الاشتعال نارا لا نورا . فبطن (5) نفس الرحمن (6).

فيما كان به الإنسان إنسانا . ثم اشتق له منه (7) شخصا على صورته سماه امرأة ، فظهرت بصورته فحن إليها حنين الشيء إلى نفسه، وحنت إليه حنين الشيءإلى وطنه. فحببت(8).

إليه النساء ، فإن الله أحب من خلقه على صورته وأسجد له ملائكته النوريين 103-ب) على عظم قدرهم ومنزلتهم وعلو نشأتهم الطبيعية . فمن هناك وقعت المناسبة. والصورة أعظم مناسبة وأجلها وأكملها : فإنها زوج أي شفعت وجود الحق، كما كانت المرأة شفعت بوجودها الرجل فصيرته زوجا. فظهرت الثلاثة حق ورجل وامرأة ؛ فحن الرجل إلى ربه الذي هو أصله حنين المرأة إليه . فحبب إليه

Shafi 216