169

Fusus al-hikam

فصوص الحكم

Nau'ikan

المرأة جزء من الرجل في أصل ظهور عينها . (102-ب) ومعرفة الإنسان بنفسه مقدمة على معرفته بربه ، فإن معرفته بربه نتيجة عن معرفته بنفسه . لذلك قال عليه السلام "من عرف نفسه عرف (1) ربه ". فإن شئت قلت بمنع المعرفة في هذا الخبر والعجز عن الوصول فإنه سائغ فيه ، وإن شئت قلت بثبوت المعرفة فالأول أن تعرف أن نفسك لا تعرفها فلا تعرف ربك : والثاني أن تعرفها فتعرف ربك . فكان محمد صلى الله عليه وسلم أوضح دليل على ربه ، فإن كل جزء من العالم دليل على أصله الذي هو ربه فافهم . فإنما حبب إليه النساء فحن إليهن لأنه من باب حنين (2) الكل إلى جزئه ، فأبان بذلك عن الأمر في نفسه من جانب الحق (2) في قوله في هذه النشأة الإنسانية العنصرية ونفخت فيه من روحي " . ثم وصف (3) نفسه بشدة الشوق إلى لقائه فقال للمشتاقين (4) ويا داود إني أشد شوقا إليهم " يعني المشتاقين إليه . وهو لقاء خاص : فإنه قال في حديث الدجال إن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت ؛ فلا بد من الشوق لمن هذه صفته . فشوق الحق لهؤلاء المقربين مع كونه يراهم فيحب54 أن يروه ويأبى المقام ذلك . فأشبه قوله " حتى نعلم " مع (6) كونه عالما . فهو يشتاق لهذه الصفة الخاصة التي لا وجود لها إلا عند الموت، فيبل بها شوقهم إليه كما قال تعالى في حديث التردد وهو من هذا(7) الباب " ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض عبدي (8) المؤمن يكره الموت (103 -1) وأكره (9) مساءته ولا بد له من لقائي" . فبشره(10) وما قال له لا بد له من الموت لئلا يغمه بذكر الموت.

Shafi 215