منه تكون فطفا عليه فهو يحفظه من تحته، كما أن الإنسان خلقه الله عبدأ فتكبر على ربه وعلا عليه، فهو(1) سبحانه مع هذا يحفظه من تحته بالنظر إلى علو هذا العبد الجاهل بنفسه"وهو قوله عليه السلام ولو دليتم بحبل لهبط على الله" . فأشار إلى نسبة التحت إليه كما أن(2) نسبة الفوق(3) إليه في قوله "يخافون ربهم من فوقهم ، وهو القاهر فوى عباده " . فله الفوق والتحت . وهذا ما ظهرت الجهات الست إلا بالإنسان، وهو على صورة الرحمن . ولا مطعم إلا الله ، وقد قال في حق طائفة ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل"، ثم نكر وعم (4) فقال "وما أنزل إليهم من ربهم"، فدخل في قوله (76-ب) "وما أنزل إليهم من ربهم "كل حكم(5) منزل على لسان رسول أو ملهم ، ولأكلوا من فوقهم " وهو المطعم من الفوقية التي نسبت(6) إليه ومن تحت أرجلهم" ، وهو المطعم من التحتية التي نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلى الله عليه وسلم . ولو لم يكن العرش على الماء ما انحفظ وجوده، فإنه بالحياة ينحفظ وجود الحي . ألا ترى الحي إذا مات الموت العرفي تنحل أجزاء نظامه وتنعدم قواه عن ذلك النظم الخاص؟ قال تعالى(7) لأيوب " اركض برجلك هذا مغتسل * ، يعني ماء، وبارده لما كان عليه من إفراط حرارة الألم ، فسكنه الله ببرد الماء. ولهذا كان الطب النقص من الزائد والزيادة في الناقص. والمقصود(8) طلب الاعتدال، ولا سبيل إليه إلا أنه يقاربه . وإنما قلنا ولا سبيل إليه - أعني الاعتدال_ من أجل أن الحقائق والشهود تعطي التكوين مع الأنفاس على الدوام ، ولا يكون التكوين إلا عن ميل في الطبيعة يسمى انحرافا أو تعفينا (9)، وفي حق الحق إرادة
Shafi 171