الفقرة الخامسة: في وجوب امتثال ما يأمر به والانتهاء عما ينهى عنه
ونختم هذا الفصل بالتذكير بأن من أمر بمعروفٍ أو نهى عن منكرٍ فالأصل في حقه أن يكون متحققًا بما أمر، منتهيًا عما نهى.
قال الله تعالى: (١).
وقال تعالى: (٢).
وقال تعالى إخبارًا عن شُعيبٍ ﵇: (٣).
٢١٦ - *روى الشيخان عن أبي زيد أسامة بن حارثة ﵄ قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: "يُؤْتَى بالرجل يوم القيامة، فيُلقى في النار، فتندلق أقتابُ بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار في الرحا، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان!! مالك؟ لمْ تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى كنت آمرُ بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه".
٢١٧ - * روى أحمد عن أنس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "مررتُ ليلة أُسري بي بأقوام تُقرض شفاههم بمقاريض من نارٍ، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: خطباءُ أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون".
(١) البقرة: ٤٤.
(٢) الصف: ٢.
(٣) هود: ٨٨.
٢١٦ - البخاري (٦/ ٣٣١) ٥٩ - كتاب بدء الخلق، ١٠ - باب صفة النار وأنها مخلوقة.
مسلم (٤/ ٢٢٩٠) ٥٣ - كتاب الزهد والرقائق، ٧ - باب عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله، وينهى عن المنكر ويفعله.
قوله (تندلق): هو بالدال المهملة ومعناه تخرجُ، و(الأقتاب) الأمعاء واحدها قتب.
٢١٧ - أحمد (٣/ ١٢٠).
ابن حبان (١/ ١٣٥) ذكر وصف الخطباء الذين يتكلمون على القول دون العمل.