واعلم ان ثمرة الكرم اذا اندفعت المواد للجرى فيها، فاول ما يتحرك الاهم فالاهم والاقوى فالاقوى، واول ما يلقح قضيب العنب ويظهر العنب قبل ظهور العنب ويبدو وهذا هو القوى فى القضبان، وفيه جوهر الزرجونة وقوتها فاذا حمل هذا القضيب على ما وصفناه فليحفر له فى الارض التي يراد غرسها حفرا يكون فى عمق الحفرة منها ثلاثة اشبار وفى طولها مثل ذلك وفى العرض شبر ويكون قطع القطيع وغرسه وحفر الحفرة له فى وقت واحد وتعدل صفوف الحفر لتأتي الثمار على استواء ثم يوخذ القضيب ويمد فى الحفرة فما بقى منه اقيم مع طول الكعب الذى هو جبهة الحفرة فما خرج منه على وجه الارض نظر اليه فان كان طويلا قطع منه وترك فيه ارتفاع العقدتين
واذا غرس هذا الكرم الصحراوى اول نونبر كما ذكرنا لحق بالخريف وغذاه ويكون القضيب كانه فى الزرجونة لم يقطع ويدخل عليه فصل الشتاء فيغذيه بالامطار الدائمة فيكون القضيب وقت اللقح قد اكتسى موضع القطع منه لحمته وغلظ الطوق من موضع القطع وعمل القضيب تحت الارض وتكونت المادة فيه وقوى فيدفع دفعا قويا صاعدا وهابطا ثم تردفه العمارة الحسنة فى عقب ذلك فيتم صلاحه وتزاد بركته ويعرف نفعه ان شاء الله. وانما شرطنا فى الحفرة ان تكون من ثلاثة اشبار ليبعد ضرر المسحات عن القضيب ولولا ذلك لكفاه شبر واحد. وشركنا ان يكون القضيب معقدا لتكثر اصول الزرجونة لان على قدر تعقد القضيب تكون المواد التي ترتفع اليه وتغذيه
Shafi 75