يقال: اعتوروا الشيء وتعاوروه، إذا تداولوه، أي: أخذه جماعة، واحد بعد واحد على سبيل المناوبة والبدلية، لا على سبيل الاجتماع. فإذا تداولت المعاني المختلفة، المقتضية للإعراب على المعرب متعاقبة، متناوبة غير مجتمعة لتضادها، ينبغي أن تكون علاماتها أيضا كذلك، فوقع بسببها اختلاف في آخر المعرب. فوضع أصل الإعراب، للدلالة على تلك المعاني ووضع بحيث يختلف به آخر المعرب لاختلاف تلك المعاني. وإنما جعل الإعراب في آخر الاسم المعرب، لأن نفس الاسم [1/ 195]
يدل على المسمى والإعراب يدل على صفته.
ولا شك أن الصفة متأخرة عن الموصوف، فالأنسب أن يكون الدال عليها أيضا متأخرا عن الدال عليه، وهو مأخوذ من أعربه إذا أوضحه. فإن الإعراب يوضح المعاني المقتضية. أو من (عربت معدته) إذا (فسدت)، على أن تكون الهمزة للسلب فيكون معناه حينئذ، إزالة الفساد، سمي به، لأنه يزيل فساد التباس بعض المعاني ببعض.
Shafi 185