للمقام [جعلها بمعنى حَسْب وعلى تقدير] (١٨٩) جعلها اسم فعل فهي بمعنى (يكفي) . قالَ: فجعلها هنا اسم فعل وأنّها بمعنى (انْتَهِ) غلط مرتين.
ومنها قولهم: كائنًا ما كانَ قال بعضُ المحققين: (جعل الفارسي (ما) في: (لأضربنّه كائنًا ما كان) مصدرية، و(كان) صلتها، وهما في محل رفع ب (كائن)، وكلاهما على التمام، أي: كائنًا كونُهُ. وقيل: (كائن) من الناقصة أيضًا، و(ما) موصولة استعملت لمَنْ يعقلُ ك (ما) في: (لا سيّما زيد) وفي (كائن) ضمير هو اسمها، و(ما) خبرها. وفي (كان) ضمير (ما) اسمها، وخبرها محذوف، أي: كائنًا الشخص الذي هو إيّاه. ويجوز كون (ما) نكرة موصوفة ب (كان) وهي تامة، والتقدير: لأضربنّه كائنًا شيئًا كانَ، أي: شيئًا (١٩٠) وُجِدَ، والمعنى: لأضربنّه كائنًا بصفة الوجود، من غير نظر إلى حال دون حال، مفردًا كان أو مركبًا، كُلاُّ أو جزءًا، ولعلّ هذا أولى من الذي قبله) . انتهى. أقول: ويخطر لي وجه آخر وهو: أنّ (ما) صلة للتوكيد، و(كائنًا) (١٩١) و(كان) تامتان، والمعنى: لأضربنّه موجودًا وُجِد، أي: أيّ شخصٍ وُجِدَ صغيرًا أو كبيرًا، جليلًا أو حقيرًا.
_________
(١٨٩) من (، م. وهي ساقطة من الأصل بسبب انتقال النظر، ويحدث في الجمل المتشابهة النهايات.
(١٩٠) (كان، أي شيئًا): ساقطة من م.
(١٩١) من (، ب، م. وفي الأصل: كائن.
1 / 49