قال بعضُ المُحشين: (وقال ابن هشام في حواشي التسهيل: لم يُسمع منهم إلاّ مقرونًا بالفاء، وهي زائدة لازمة عندي) . وقال الدّمامينيّ (١٨٢) نقلا عن ابن السِّيد (١٨٣) في نحو: (أَخذتُ درهمًا فقط): أخذتُ درهمًا فاكتفيتُ به، فجعلها عاطفة. قال: وهو خيرٌ من قول التفتازاني وابن هشام. بقي أنّه يُرَدُّ على كلام (المطوّل) أنّ الفاء في جواب الشرط ليس للتزيين بل من حروف المعاني، ففيه منافاة، ويُجابُ بأنّ الشرط المحذوف إنّما يُعتبرُ لإِصلاح الفاء المذكور للتزيين، وليس في المعنى داعٍ إلى (١٨٤) اعتبار الشرط المحذوف، فذكر الفاء لتزيين اللفظ فيه تقوية لجانب المعنى لرعاية جانب اللفظ. هذا (١٤) والأظهر أنّ قوله (١٨٥): وكأنّه توجيه ثانٍ (١٨٦)، ثمّ إنّه قدّر أداة الشرط المحذوفة (إذا)، وكذا وقع لغيره. والحقُّ أنّه لا يُحذف من أدوات الشرط إلاّ (إنْ) . وأورد عليه ابنُ كمال باشا (١٨٧) بعد أنْ نقل عن المغني (١٨٨) أنّها تكون بمعنى (حَسْب) ك (قَدْ)، واسم فعلٍ بمعنى (يكفي): أنّ المناسب
_________
(١٨٢) شرح الدماميني ق ٦٣.
(١٨٣) عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي، ت ٥٢١ هـ. (قلائد العقيان ٢٢١، إنباه الرواة ٢ / ١٤١) .
(١٨٤) م: إلا.
(١٨٥) (: قولهم.
(١٨٦) من م. وفي الأصل: ثاني.
(١٨٧) أحمد بن سليمان، من علماء الأتراك: ت ٩٤٠ هـ. (الشقائق النعمانية ٢٢٦، شذرات الذهب ٨ / ٢٣٨) .
(١٨٨) مغني اللبيب ١٩١.
1 / 48