لفظ النداء مقام الاختصاص) (١٣٢) في: أنا أفعلُ كذا أيُّها الرجلُ، بجامع الاختصاص، ثمّ ذكر ما حقّقه الرضيّ وما استدلّ به عليه، ومنه قوله (١٣٣): (ويرشدك إلى أنّ (سواء) سادٌّ مسدَّ جواب الشرط لا خبر مقدّم أنّ معنى: (سواء عليّ أقمتَ أم قعدتَ) و(لا أبالي أقمتَ أمْ قعدتَ) واحد في الحقيقة. و(لا أبالي) ليس خبرًا للمبتدأ بلِ المعنى: إنْ قمتَ أَوْ قعدتَ فلا أبالي بهما) . انتهى. وقد يأتون ب (أو) بدل (أمْ) . وفي (شرح القَطْر) (١٣٤) للعلامة الفاكهي (١٣٥) من باب العطف: (لا يعطف بأو بعد همزة التسوية للتنافي بينهما، لأنّ (أو) تقتضي أحد الشيئين أو الأشياء، والتسوية تقتضي شيئين لا أحدهما، فإن لم توجد الهمزة جاز العطف بها، نصَّ عليه السيرافي في شرح الكتاب، نحو: (سواءٌ عليّ قمتَ أو قعدتَ)، ومنه قول الفقهاء: (سواءٌ كان كذا أو كذا)، وقراءة ابن محيصن (١٣٦): " أوَ لم تُنذرْهم ". وأمّا تخطئة المنصف لهم في ذلك فقد ناقشه فيها الدماميني) . انتهى. وذلك حيث قال (١٣٧) في شرحه المغني: (اعلمْ أن السيرافي قال في شرح الكتاب ما هذا نصُّهُ: و(سواء) إذا دخلت بعدها ألف الاستفهام لزمت (أمْ) بعدها، كقولك: (سواءٌ عليّ أقمتَ أمْ قعدتَ)، وإذا كان بعد (سواء) فِعلان بغير استفهام كانَ عطف أحدهما على الآخر ب (أو)، كقولك: (سواءٌ عليّ قمتَ أو قعدتَ) . انتهى كلامه. وهو نصٌّ صريحٌ
_________
(١٣٢) انتهى كلام السيد الشريف.
(١٣٣) السيد الشريف في حاشية الكشاف ١ / ١٥٤.
(١٣٤) شرح القطر ٢ / ١٧٩. واسم الكتاب: (مجيب الندا إلى شرح قطر الندى) .
(١٣٥) عبد الله بن أحمد المكي، ت ٩٧٢ هـ. (النور السافر ٢٧٧، شذرات الذهب ٨ / ٣٦٦) .
(١٣٦) محمد بن عبد الرحمن السهمي المكي، ت ١١٣ هـ. (معرفة القراء الكبار ٩٨، غاية النهاية ٢ / ١٦٧) .
(١٣٧) شرح الدماميني ٩٢.
1 / 41