وسواءٌ لا يُثنّى ولا يُجمعُ على الصحيح. ثمّ الجملة إمّا استئناف أو حال بلا واو أو اعتراض، بقي هنا شبهة وهي أنّ (أمْ) لأحد المتعدِّد، والتسوية إنّما تكونُ بينَ المتعدِّد لا بينَ أحده، فالصواب الواو بدل (أَمْ) أو لفظ (أَمْ) بمعنى الواو، وكون (أَمْ) بمعنى الواو غير معهود. وقد أشارَ الرَّضِيّ (١٢٧) إلى تصحيح التركيب بما ملخصه: أنّ (سواء) في مثله خبر مبتدأ محذوف، أي: الأمران سواءٌ. ثمّ الجملة الاسمية دالة على جواب الشرط المقدّر إنْ لم تذكر الهمزة بعدَ (سواء) صريحًا كما في مثالنا، أو الهمزة و(أَمْ) مجردتان عن معنى الاستفهام مستعملتان للشرط بمعنى إنْ وأو، بعلاقة أنّ (إنْ) والهمزة يُستعملان فيما لم يتعيّن حصوله عند المتكلّم. و(أَمْ) و(أو) لأحد الشيئين أو الأشياء، والتقدير: إنْ كانَ كذا أو كذا فالأمرُ (١٠) سواءٌ، والشبهة إنّما تُرَدّ إذا جُعل (سواء) خبرًا مقدمًا وما بعده مبتدأ، كذا في حواشي المطوّل (١٢٨) لحسن جلبي الفناري، وما عزاه إلى الرضيّ ذكره الدماميني (١٢٩) عن السيرافي أيضًا. وفي حواشي الكشاف (١٣٠) للسيد الشريف: (وحكى بعضُ المحقَّقين عن أبي عليّ (١٣١ أنّ الفعلين مع الحرفين في تأويل اسمين بينهما واو العطف، لأنّ ما بعد كلمتي الاستفهام في مثل قولك: (أَقمتَ أم قَعَدْتَ) متساويان في عِلم المستفهِم، فإذا قِيلَ: (سواءٌ عليّ أَقمتَ أمْ قعدتَ)، فقد أُقيمتا مع ما بعدهما مقام المستويين، وهما قيامُك وقعودُك، كما أُقيم
_________
(١٢٧) شرح الرضي على الكافية ٤ / ٤٠٩.
(١٢٨) حاشية الفناري على المطول ق ١٩.
(١٢٩) شرح الدماميني ٩٢.
(١٣٠) حاشية السيد الشريف ١ / ١٥٣.
(١٣١) الحسن بن أحمد النحوي، ت ٣٧٧ هـ. (تاريخ بغداد ٧ / ٢٥٧، نزهة الألباء ٣١٥) .
1 / 40