استعفى وكان محبا للسنة واتباعها حتى كان يكسو مماليكه مما كان يكسو نفسه وأخذ عنه محمد بن سماعة ومحمد ابن شجاع النلجى وعلى الرازي وعمر بن مهبر والد الخصاف وله كتاب المجرد والأمالى وعن الطحاوى أن الحسن بن زياد والحسن بن أبي مالك ماتا في سنة أربع ومائتين وفي هذه السنة مات الشافعي بمصر.
(قال الجامع) ذكره السمعاني عند ذكر اللؤلئي بعد ما ذكر أنه نسبة إلى بيع اللؤلؤ وقال ولى القضاء وكان حافظًا للروايات عن أبي حنيفة وكان إذا جلس ليحكم ذهب عنه التوفيق حتى يسأل أصحابه عن الحكم في ذلك فإذا قام عن مجلس القضاء عاد إلى ما كان عليه من الحفظ فبعث إليه البكالى وقال ويحك إنك لم توفق القضاء فاستعف فاستعفى واستراح وكان يقول كتبت عن ابن جريج اثنى عشر ألف حديث كلها يحتاج إليها الفقهاء وكان أحمد بن عبد الحميد الخازمي يقول ما رأيت أحسن خلقًا من الحسن بن زاد وكان الناس تكلموا فيه وليس في الحديث بشيء انتهى ملخصًا. وفي ميزان الاعتدال روى أحمد ابن أبي مريم وعباس الدوري عن يحيى بن معين أن الحسن بن زياد كذاب وقال محمد بن عبد الله ابن نمير يكذب علي ابن جريج وكذا كذبه أبو داود وقال كذاب غير ثقة وقال ابن المديني لا يكتب حديثه وقال أبو حاتم ليس بثقة ولا مأمون وقال الدارقطني ضعيف متروك وقال البويطى سمعت الشافعي يقول قال لي الفضل بن الربيع انتهى مناظرتك مع الحسن اللؤلئي فقلت ليس هنالك فقال أنا أشتهى ذلك قال فأحضرناه وأتينا بطعام فقال رجل له ما تقول في رجل قذف محصنةً في الصلاة قال بطلت صلاته قال وطهارته قال بحالها فقال له قذف المحصنات أيسر من الضحك في الصلاة قال فأخذ اللؤلئي نعليه وقام فقلت للفضل قد قلت لك أنه ليس هنالك انتهى. قلت هذا الذى سئل عنه الحسن بن زياد قد سلك فيه مسلك القياس وانتقض الوضوء بالقهقهة في الصلاة عندنا إنما ثبت بالحديث فقد وردت فيه أحاديث مراسلة ومسندة بطرق يتقوى بعضها ببعض كما بسطه في رسالتى السهسهة بنقض الوضوء بالقهقهة ولعل الحسن لم تحضره في ذلك الوقت تلك الأحاديث وإلا لأجاب به. وفي طبقات القاري قد عد الحسن بن زياد ممن جدَّد لهذه الأمة دينها على رأس مائتين كذا في مختصر غريب أحاديث الكتب الستة لابن الأثير وعد فيها من الولاة المأمون بن الرشيد ومن الفقهاء الشافعي ومن أصحاب مالك أشهب ابن عبد العزيز.
(الحسن (١) بن عبد الصمد) السامسوني قرأ على المولى خسرو محمد بن فراموز صاحب الدرر وغيره وصار مدرسا بإحدى المدارس الثمان بقسطنطينية ثم معلمًا للسلطان محمد خان ثم قاضيًا: له حواش على المقدمات الأربع وحواش على حاشية شرح المختصر للسيد مات سنة إحدى وثمانين وثمانمائة (قال
_________
(١) له ولد اسمه محيي الدين محمد السامسوني ذكر صاحب الشقائق أنه قرأ على والده وصار مدرسًا ببروسا ثم بأدرنة ثم بقسطنطينية ثم بازنيق وجعله سليم خان قاضيًا بادرنة ومات هناك سنة ٩١٩ له حواش على شرح المفتاح للسيد وحاشية على شرح التجريد للسيد وعلى التلويح.
1 / 61