الله أبي حفص الصغير عن أبيه أبى حفص الكبير عن محمد وأخذ أيضًا عن أبى بكر الجصاص الرازي عن أبي الحسن الكرخي عن أبي سعيد البردعي عن نصير بن موسى عن محمد وتفقه عليه القاضي عبيد الله أبو زيد الدبوسي صاحب الأسرار.
(قال الجامع) الاسروشنى نسبة إلى اسروشنة بضم الألف وسكون السين المهملة وضم الراء المهملة وسكون الواو وفتح الشين المعجمة في آخره نون بلدة كبيرة وراء سمرقند ودون سيحون وقد يزاد فيه التاء فيقال الاستروشنى والصحيح هو الأول قاله السمعاني.
(جلال الدين) بن شمس الدين الخوارزمى الكرلانى كان عالمًا فاضلا تضرب به الأمثال وتشد إليه الرحال أخذ عن حسام الدين الحسن السغناقى صاحب النهاية عن حافظ الدين الكبير محمد بن محمد البخاري عن شمس الأئمة محمد بن عبد الستار الكردري عن صاحب الهداية وأخذ أيضًا عن عبد العزيز البخاري صاحب كشف البزدوي عن حافظ الدين الكبير وأخذ عنه ناصر الدين محمد بن شهاب بن يوسف والد حافظ الدين محمد البزازي صاحب الفتاوي البزازية وطاهر بن إسلام بن قاسم الخوارزمي الشهير بسعد غدبوش صاحب جواهر الفقه وعبد الأول بن برهان الدين علىّ بن عماد الدين بن جلال الدين محمد بن زين الدين عبد الرحيم بن عماد الدين ابن صاحب الهداية علي بن أبي بكر المرغيناني ووضع السيد جلال الدين شرحا على الهداية سماه الكفاية وهي المشهورة بأيدي الناس.
(قال الجامع) قد اختلفت عباراتهم في مؤلف الكفاية شرح الهداية المتداولة بأيدي الناس فنسبه حسن (١) بن عمار الشرنبلالى في بعض رسائله إلى تاج الشريعة وهو غلط فإن له نهاية الكفاية لا الكفاية المتداولة كما أفصح عنه صاحب كشف الظنون حيث قال عند ذكر شروح الهداية وشرح الشيخ الإمام تاج الشريعة عمر بن صدر الشريعة الأول عبد الله المحبوبي الحنفي سماه نهاية الكفاية في دراية الهداية أوله نصر من الله وفتح قريب هو المحمود جل ثناؤه إلخ قال في آخر كتاب الأيمان أتم تحرير كتاب الأيمان أبو عبد الله عمر بن صدر الشريعة في آخر شعبان سنة ثلاث وسبعين وستمائة بمحروسة كرمان انتهى وقيل هو لعلاء الدين على بن عثمان الماردينى التركماني أخذا مما قاله عبد القادر القرشي في الجواهر المضية في طبقات الحنفية قرأت
_________
(١) هو أبو الإخلاص حسن بن عمار المصري الشرنبلالي بضم الشين مع الراء المهملة وسكون النون وضم الباء الموحدة ثم لام ألف ثم لام نسبة إلى شرابلولة على غير قياس بلدة تجاه منف بسواد مصر كان من أعيان الفقهاء وفضلاء عصره وممن سار ذكره وانتشر أمره وكان المعول عليه في الفتاوي قرأ على عبد الله النحريري ومحمد المحبى وعلىّ بن غانم المقدسي وغيرهم وانتفع به خلائق منهم السيد أحمد الحموي وأحمد العجمى وإسماعيل النابلسي وصنف كتبًا كثيرة أجلها حاشية على الدرر والغرر وشرح منظومة ابن وهبان وغير ذلك وتوفي سنة ١١٦٩ في رمضان كذا في خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادى عشر وقد طلعت من تصانيفه نور الإيضاح متن متين في الفقه وشرحه إمداد الفتاح ومختصره مراقى الفلاح وستين رسالة في مسائل متفرقة.
1 / 58