Fatawa al-Salah
فتاوى الصلاة
Bincike
عبد المعطى عبد المقصود محمد
Mai Buga Littafi
مكتب حميدو
التغليس أفضل أم الاسفار
وَسُئِلَ
هل التغليس أفضل أم الاسفار ؟
فأجاب : الحمد لله . بل التغليس أفضل ، إذا لم يكن ثم سبب يقتضي التأخير ، فإن الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي ﷺ تبين أنه كان يغلس بصلاة الفجر ، كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : « لقد كان رسول الله ﷺ يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن ، ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد من الغلس »(١) والنبي ﷺ لم يكن في مسجده قناديل ، كما في الصحيحين عن أبي برزة الأسلمي: « أن النبي ﷺ كان يقرأ في الفجر بما بين الستين آية إلى المائة ، وينصرف منها حين يعرف الرجل جليسه »(٢). وهذه القراءة هي نحو نصف جزء أو ثلث جزء ، وكان فراغه من الصلاة حين يعرف الرجل جليسه . وهكذا في الصحيح من غير هذا الوجه أنه كان يغلس بالفجر ، وكذلك خلفاؤه الراشدون بعده ، وكان بعده أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها ، فنشأ في دولتهم فقهاء رأوا عادتهم فظنوا أن تأخير الفجر والعصر أفضل من تقديمهما ، وذلك غلط في السنة .
واحتجوا بما رواه الترمذي عن النبي ﷺ أنه قال « أسفروا بالفجر ، فإنه أعظم للأجر »(٣) وقد صححه الترمذي، وهذا الحديث لو كان معارضاً لم يقاومها ؛ لأن تلك في الصحيحين ، وهي مشهورة مستفيضة ، والخبر الواحد إذا خالف المشهور المستفيض كان شاذاً ، وقد يكون منسوخاً ؛ لأن التغليس هو فعله حتى مات ، وفعل الخلفاء الراشدين بعده .
(١) متفق عليه لفظ البخاري حديث رقم ٣٧٧ اللؤلؤ والمرجان البخاري جـ ١ ص ١٠٤ طبعة الشعب.
(٢) متفق عليه لفظ البخاري حديث رقم ٣٧٩ اللؤلؤ والمرجان .
(٣) الترمذي وأبو داود والدارمي والنسائي (رواية النسائي كان أعظم للأجر) مشكاة المصابيح حديث رقم ٦١٤ .
26