Fatawa al-Salah
فتاوى الصلاة
Bincike
عبد المعطى عبد المقصود محمد
Mai Buga Littafi
مكتب حميدو
وقد سأل رجل مالك بن أنس عن الإِحرام قبل الميقات، فقال: «أخاف عليك الفتنة»، فقال له السائل: أي فتنة في ذلك؟ وإنما زيادة أميال في طاعة الله عز وجل. قال: وأي فتنة أعظم من أن تظن في نفسك أنك خصصت بفضل لم يفعله رسول الله ﷺ».
وقد ثبت في الصحيحين أنه قال:«من رغب عن سنتي فليس مني»(٤) فأي من ظن أن سنة أفضل من سنتي، فرغب عما سننته معتقداً أنما رغب فيه أفضل مما رغب عنه فليس مني؛ لأن خير الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد ﷺ، كما في الصحيح عن النبي ﷺ أنه كان يخطب بذلك يوم الجمعة.
فمن قال: إن هدي غير محمد ﷺ أفضل من هدي محمد فهو مفتون؛ بل ضال قال الله تعالى - إجلالاً له وتثبيت حجته على الناس كافة - ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم﴾(٥) أي: وجيع.
وهو ﷺ قد أمر المسلمين باتباعه، وأن يعتقدوا وجوب ما أوجبه، واستحباب ما أحبه. وأنه لا أفضل من ذلك. فمن لم يعتقد هذا فقد عصى أمره. وفي صحيح مسلم عن النبي ﷺ أنه قال: «هلك المتنطعون - قالها ثلاثاً -» أي المشددون في غير موضع التشديد، وقال أبي بن كعب، وابن مسعود، اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة.
ولا يحتج محتج بجمع التراويح، ويقول: «نعمت البدعة هذه» فإنها بدعة في اللغة، لكونهم فعلوا ما لم يكونوا يفعلونه في حياة رسول الله ﷺ مثل هذه، وهي سنة من الشريعة. وهكذا إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، ومصر الأمصار كالكوفة والبصرة، وجمع القرآن في مصحف واحد، وفرض الديوان، وغير ذلك. فقيام رمضان سنة رسول الله ﷺ لأمته، وصلى بهم جماعة عدة ليال، وكانوا على عهد رسول الله ﷺ يصلون جماعة وفرادى، لكن لم يداوم على جماعة واحدة لئلا يفترض عليهم، فلما مات ﷺ استقرت الشريعة.
(٤) هذا طرف من الحديث الطويل في الثلاثة الذين قال أحدهم: أما أنا فسأقوم الليل كله، وقال الثاني: سأصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثالث: لا أتزوج النساء متفق عليه لفظ البخاري من حديث أنس رقم ٨٨٥ اللؤلؤ والمرجان.
(٥) سورة النور آية ٦٣.
19