Fatawa Nisa
فتاوى النساء
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1424 AH
Inda aka buga
بيروت
والمرأة، وبذلك كان الرجل أبًا، وكانت المرأة أمَّا، ويعتبر القرآن الكريم ذلك نعمة على الإنسان، توجب عليه الشكر، وتوجب عليه تقوى الله ومراقبته، وتوجب عليه النظرة المستقيمة إلى أخيه الإنسان الذي يشاركه في معنى الإنسانية، وفي نسبته إلى أصله الذي تكونا منه.
٤- ومعنى هذا أنه لا تفاضل بينهما من جانب الإنسانية، وأن التفاضل إنما يكون بما يكتسبه الإنسان من الخلال التي ترقى بالإنسانية إلى المستوى الفاضل. ولعلنا نجد هذا في مثل قوله تعالى: ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرًا ونساء﴾(١). وفي مثل قوله تعالى: ﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾(٢).
وقد كان من فروع الاشتراك في تلك العنصرية الإنسانية، أن سُمى الرجل والدًا، والمرأة والدة، وجاءت التعاليم القرآنية بوضعهما معًا موضع التكريم والإِجلال، وما كانت الوصايا الكثيرة التي حثت على الإحسان بالوالدين إلا أثراً لهذا الأصل الذي قرره القرآن في أصل الإنسان وتكوينه ﴿واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا﴾(٣).
والقرآن لا يقف في هذا المقام عند حد التسوية بين الوالدين في واجب الإحسان والإجلال، بل يخطو خطوة ثانية فيرشد إلى ما للوالدة من جهود مضنية في تربية الأبناء، ليس شيء منها للوالد، وترى ذلك في مثل قوله تعالى: ﴿ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين﴾(٤).
(١) النساء : ١.
(٢) الحجرات: ١٣.
(٣) النساء: ٣٦.
(٤) لقمان: ١٤.
23