Fatawa al-Iraqi
فتاوى العراقي
Editsa
حمزة أحمد فرحان
Mai Buga Littafi
دار الفتح
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
1430 AH
وأنّه إنما يعمل به عند القائل به في ألفاظ الشرع، ومال إليه من المتأخّرين الشيخ الإمام تقي الدين السّبكي(١) رحمه الله، بل حكي عن إلكيا الهَرّاسي(٢) ما هو أعمّ منه، وهو أن جميع القواعد الأصولية إنّما يعمل بها في ألفاظ الشارع لا في كلام الآدمیین، لكن هذا قول مهجور، وعمل الناس على خلافه، ولا معنی له، فإن صحّ ما قاله القاضي حسين ومن تبعه تعيّن انتقال الاستحقاق لإخوة المتوفى، وإن لم يصحّ - وهو الذي يظهر من كلام الأصحاب بل حكي عن الحنفية المنكرين لمفاهيم المخالفة أنهم قالوا بها في ألفاظ الآدميين(٣) - فالاستحقاق حينئذ لولد المتوفى عملاً بالمفهوم، فإنّه خاصّ، وقوله تحجب الطبقة العليا الطبقة السفلى عامّ، والخاص مقدم على العامّ، والمشهور في الأصول تخصيص العموم بالمفهوم(٤)، والله أعلم(٥).
(١) فتاوى السبكي ١٩٦/٢ و٢١٨.
(٢) هو شيخ الشافعية ومدرس النظامية شمس الإسلام عماد الدين أبو الحسن علي بن محمد بن علي الطبري المعروف بـ إلكِيا الهَرَّاسي (٤٥٠-٥٠٤هـ) - وإلكيا بهمزة مكسورة ولام ساكنة ثم كاف مكسورة بعدها ياء، معناه الكبير بلغة الفرس، والهَرَّاسى براء مشددة وسين مهملين - كان إماماً نظارا، قوي البحث، تفقه على إمام الحرمين فلازمه حتى برع في الفقه والأصول والخلاف، وتخرج به الأئمة. له ((شفاء المسترشدين))، وكتب في أصول الفقه، وغير ذلك. (الذهبي، سير أعلام النبلاء ٣٥٠/١٩-٣٥٢، الترجمة ٢٠٧، والتاج السبكي، طبقات الشافعية الكبرى ٢٣١/٧-٢٣٣، الترجمة ٩٣٢، وابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية ٢٩٥/١-٢٩٦، الترجمة ٢٥٧).
(٣) حكى ذلك عنهم التقي السبكي في فتاواه (١٩٦/٢)، فقال: ( ... كنت أسمع في الديار المصرية أنهم يعملون به في كتب الأوقاف وفي التصانيف)، وقد نقل الولي العراقي هذه الأقوال في الغيث الهامع شرح جمع الجوامع (١٣١/١- ١٣٢).
(٤) الآمدي، الإحكام في أصول الأحكام ٥٢٩/٢، والتاج السبكي، الإبهاج في شرح المنهاج ٢/ ١٨٠.
(٥) اعتمد هذه الفتوى ابن حجر في «فتاواه))، وبيَّن أن الحافظ العراقي وافق الروياني ووالده في فتواه هذه من غير اطّلاع منه على كلامهما، ثم نقل ابن حجر فتوى العراقي نصاً بكاملها. (الفتاوى الفقهية الكبرى ٣/ ٢٠٢).
271