25

Fatawa al-Iraqi

فتاوى العراقي

Bincike

حمزة أحمد فرحان

Mai Buga Littafi

دار الفتح

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1430 AH

ثم قام بعده ابنه الملك الصالح ناصر الدين محمد وعمره نحو عشر سنين، فقام بأمره الأمير برسباي الدقاقي، ثم خلعه بعد أربعة أشهر وأربعة أيام(١).

وقام من بعده الملك الأشرف سيف الدين برسباي، أحد مماليك الظاهر برقوق، جلس على تخت الملك في ربيع الأول سنة خمس وعشرين وثمانمائة(٢). وقد بقي سلطاناً إلى أن توفي بذي الحجة سنة إحدی وأربعین وثمانمائة خمس.

ثم تولى بعده ابنه الملك العزيز يوسف بن الأشرف برسباي(٣).

من خلال دراستنا لأحداث هذا العصر ووقائعه، نستخلص النتائج التالية:

١- إن الفوضى والاضطراب السياسي كان الطابع العام لدولة المماليك، الذي تمثّل بكثرة الانقلابات والحروب والتقتيل، من أجل الوصول إلى السلطة، ونتج عن ذلك أنْ تعاقبَ كثيرٌ من الحكام على حكم المملكة في سنوات قليلة.

٢- استخفاف المماليك بالشعب الذي حكموه، وغياب هذا الشعب عن المسرح السياسي، وعدم قدرتهم على تغيير الأحداث، وقد تمثل هذا الاستخفاف بكون أول ملوكهم امرأة، وكثير من ملوكهم صبيان، فبعضهم كان عمره عشر سنين، وبعضهم كان عمره سبع سنين، وبعضهم كان عمره سنة ونصف، ولم يكن لهؤلاء الحكام من الحكم إلّا الاسم، وكانت السلطة حينئذ بيد كبار الأمراء ورؤساء الجند، ولم يكن غرضهم من تولية هؤلاء الصغار إلّا أن تكون السلطة لهم، وما أن تقوى شوكتهم حتى يخلعوا هذا الصغير، وغالباً ما يُقتل.

٣- حصر السلطة بالمماليك، ولم يكن للعرب منها نصيب، بل كانوا يراقبون المماليك وهم يتهافتون على ملكهم، فقد كان الماليك ذوي شوكة وقوّة، وذلك ما يُحتاج إليه

(١) المقريزي، الخطط ٤٢٥/٣، والسلوك ٤٤/٧.

(٢) المقريزي، الخطط ٤٢٥/٣، والسلوك ٧/٥٥.

(٣) المقريزي، السلوك ٣٦١/٧.

23