Babi a Kan Tarihin Juyin Juya Hali na Urabiyya
فصل في تاريخ الثورة العرابية
Nau'ikan
وفي 6 يولية أعلن المؤتمر في جلسته السابعة قرارا يقضي بإرسال قوة تركية إلى مصر لإعادة الأمن والنظام فيها. وبعد ستة عشر يوما من الميثاق وخمسة أيام فقط من ذلك القرار، ضربت إنجلترة الإسكندرية بمدافعها الضخمة وبدأت تحتل مصر، ولا يزال المؤتمر قائما في الآستانة للنظر في المسألة المصرية على أساس دولي؛ وستبلغ مهزلة المؤتمر غايتها حين يعقد ذلك المؤتمر جلسته الثامنة بعد ضرب الإسكندرية بأربعة أيام لينظر في الأمر! ولقد كان من قرارات المؤتمر الصريحة، قبل ذلك أن وافق المجتمعون نيابة عن حكوماتهم على عدم التدخل في مصر أثناء انعقاد المؤتمر.
ولقد استطاع لورد دفرين مندوب إنجلترة في المؤتمر بعبارة واحدة أن يجعل الأمر كله لعبة لاعب، وذلك بأن حمل المؤتمر على إضافة تحفظ على قرار عدم التدخل نصه: «إلا عند الضرورة القصوى»، وما أيسر أن تخلق إنجلترة في أية لحظة تلك الضرورة القصوى. والواقع إن إنجلترة كانت قد وطدت العزم على الانفراد بالعمل، انظر إلى قول كرومر في كتابه وقد جاء ذكر المؤتمر: «ليس من الضروري أن نقف طويلا عند إجراءات المؤتمر المملة ... وقد كان اللورد جرانفل واللورد دوفرين يفهمن تمام الفهم ماذا يريدان، ولقد رغبا في أن يوطدا النظام في مصر، وكانا يقظين إلى تلك الحقيقة التي مؤداها أنه بغير استخدام القوة المادية فلن يوطد ذلك النظام».
الضرورة القصوى
ما كانت هذه الضرورة القصوى التي برر بها الإنجليز اعتداءهم الغاشم على مصر، إلا خرافة الذئب والحمل تعرض في صورة جديدة هي قصة النزاع بين بوارج الأسطول الإنجليزي وقلاع الشواطئ بالإسكندرية.
في اليوم التاسع والعشرين من مايو، أي: قبل تحفظ دوفرين بنحو شهر، أخبر سير بوشامب سيمور أدميرال الأسطول البريطاني بالإسكندرية لورد جرانفل أن المصريين يقيمون تحصينات في شواطئ الإسكندرية، وأن هذا يعد عملا عدائيا موجها إلى الأسطول!
واستفهمت إنجلترة الباب العالي فردت تركيا بأنه لا تحصين هناك، وإنما هو إصلاح في بعض الحصون المتهدمة؛ ومع ذلك فقد أمرت بوقفه.
وفي أول يوليه كتب سيمور إلى حكومته أن عرابيا يستعد بجمع السلاح، وأنه سوف يضع الأسطولين في فخ، وذلك بسد البوغاز بالأحجار. وتلقى سيمور في 3 يوليه هذه البرقية الخطيرة: «امنع كل محاولة لسد البوغاز إلى الميناء، وإذا استؤنف العمل في التحصينات أو إذا وضعت مدافع جديدة، فأخبر القائد الحربي بأن لديك أوامر بمنع ذلك ؛ فإذا لم يوقف ذلك فورا فحطم التحصينات، وأسكت البطاريات إذا أطلقت نيرانها».
وفي 6 يولية أرسل سيمور إلى طلبة عصمت قائد حامية الإسكندرية يقول «سيدي: لي الشرف أن أحيط سعادتكم علما، بأني علمت من مصدر رسمي أن مدفعين أو أكثر أضيفا بالأمس إلى خطوط الدفاع البحرية، وأن استعدادات حربية يجري عملها في الواجهة الشمالية للإسكندرية ضد الأسطول الذي تحت قيادتي؛ وأرى لزاما علي والحالة هذه أن أنبه سعادتكم إلى أنه إذا لم توقف الأعمال، أو إذا أوقفت ثم استؤنفت. فإن واجبي يقضي بأن أطلق مدافعي على الأعمال الجاري بناؤها».
ورد طلبة باشا برسالة جاء فيها «وردا على ذلك أؤكد لكم أنه لا أساس لهذه الأخبار، وأنها من قبيل خبر التهديد بسد مدخل البوغاز الذي اتصل بكم وتحققتم من كذبه، وإني لمعتمد على مشاعركم الإنسانية الصادقة وأرجو أن تتقبلوا احتراماتي».
وأبرق سيمور إلى حكومته في 9 يوليه يقول: «إنه ليس لدي أي شك في حدوث الاستعدادات الحربية، وقد وضعت مدافع جديدة في حصن السلسلة، وسأخطر قناصل الدول الأجنبية صباح غد، وأبدأ بالضرب بعد أربع وعشرين ساعة ما لم تسلم إلى الحصون القائمة في شبه جزيرة رأس التين، والحصون المشرفة على مدخل الميناء».
Shafi da ba'a sani ba