Faraj Mahmum
فرج المهموم - معرفة نهج الحلال من علم النجوم
Nau'ikan
يتهيأ لي ما قصدت فأتيت ابن هشام وأعطيته رقعة مختومة أسأل فيها عن مدة عمري وهل تكون الميتة في هذه العلة أو لا وقلت له همي إيصال هذه الرقعة إلى من يضع الحجر في مكانه ويستقر وأخذ جوابه فإنما أندبك لهذا فقال الرجل المعروف بابن هشام لما وصلت مكة وعزم أهلها على إعادة الحجر مكانه بذلت لسدنة البيت جملة تمكنت معها من الوقوف بحيث أرى واضع الحجر في مكانه وأقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس فكلما عمد إنسان لوضعه اضطرب ولم يستقم فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه فتناوله ووضعه في مكانه فاستقام ولم يزل عن مكانه فعلت لذلك الأصوات فانصرف خارجا من الباب فنهضت من مكاني أتبعه وأدفع الناس عني يمينا وشمالا حتى ظن الاختلاط بي في العقل والناس يفرجون له وعيني لا تفارقه حتى انقطع عن الناس وكنت أسرع المسير خلفه وهو يمشي على تواده فلما حصل بحيث لا يراه أحد غيري وقف والتفت إلي وقال هات ما معك فناولته الرقعة فقال من غير أن ينظر إليها قل له لا خوف عليك في هذه العلة وسيكون ما لا بد منه بعد ثلاثين سنة قال فوقع علي الزمع حتى لم أطق حراكا وتركني وانصرف قال أبو القاسم فحضر وأعلمني هذه الجملة فلما كانت سنة الثلاثين اعتل أبو القاسم فأخذ ينظر في أمره بتحصيل جهازه في قبره وكتب وصيته واستعمل الجد في ذلك فقيل له ما ذا الخوف ونرجو أن يتفضل الله عليك بالسلامة فما علتك مما يخاف فقال هذه السنة التي خوفت فيها ومات في علته (رحمه الله)
Shafi 255