Fannin Kimiyya

Sara Cadil d. 1450 AH
156

Fannin Kimiyya

فن الكيمياء: ما بين الخرافات والعلاجات والمواد

Nau'ikan

أما نظرية ماير فكانت عكس نظرية بلاك من الأساس.

99

فقد قيل إن المادة التي أسماها ماير «أسيدوم بينج» («الحمض الدهني» أو «الزيتي») عنصر حاضر في كل الأحماض. حين تفاعلت القلويات المعتدلة (التي أدرك بلاك أنها كربونات) مع الأحماض، أشار الفوران الناتج عن التفاعل إلى امتصاص مادة «أسيدوم بينج» الموجودة في جميع الأحماض. أما القلويات الكاوية - كما أشير أعلاه - فكانت مشبعة بمادة «أسيدوم بينج»؛ ومن ثم لم ينتج أي فوران عند تفاعلها مع الأحماض. وذلك الملمس الزلق الذي يميز القلويات الكاوية نشأ عن «الحمض الدهني» الذي تتشبع به. ويوضح الشكل

4-22

جدولا لأوجه الارتباط بمادة «أسيدوم بينج».

في هذه المرحلة، باتت الرؤى المتماشية مع نظرية الفلوجستون جلية تماما.

99

فقيل إن كلسات الفلزات تكتسب الفلوجستون وتصبح فلزات عند تسخينها مع الفحم، الذي يعد مادة مشبعة بالفلوجستون. على النقيض، أثبت لافوازييه أن الكلسات قد «فقدت» الأكسجين الذي ينتقل إلى الفحم ليشكل ثاني أكسيد الكربون . وبحسب ما ذكر ماير، كان يقال إن القلويات المعتدلة تكتسب مادة «أسيدوم بينج» من النار لتصبح قلويات كاوية. وأثبت بلاك أن المواد القلوية، في الواقع، «تفقد» ثاني أكسيد الكربون خلال هذه التحولات.

غير أن ما زاد البلبلة أن تحول فلز مثل الكالسيوم إلى كلس الكالسيوم في النار كان سيستلزم إضافة الأسيدوم بينج المستمدة من النار. والكلس أثقل في الواقع من الفلز. غير أن إضافة «الأسيدوم بينج» إلى القلويات المعتدلة لتشكيل القلويات الكاوية من شأنه أن يشير إلى أن هذه الأخيرة لا بد وأن تكون أكثر كثافة أيضا. لكن واقع الأمر أن القلويات الكاوية أخف من المعتدلة؛ نظرا لفقدان ثاني أكسيد الكربون خلال التحول. ومصدر كل «هذه البلبلة اللانهائية» هو أن الفلوجستون (التراب الدهني) هو جوهر النار الكامن في المواد القابلة للاحتراق. في المقابل، تمثل مادة «أسيدوم بينج» أحد عناصر النار التي تعمل كعامل كيميائي خارجي يضاف إلى المواد القابلة للاحتراق. لقد قام كل من بلاك ولافوزاييه ب «استئصال» الدهون من الفلوجستون ومادة «أسيدوم بينج»، أو ربما فرغا كلتا النظريتين من محتواهما.

هوامش

Shafi da ba'a sani ba