Fannin Musulunci a Misra
الفن الإسلامي في مصر: من الفتح العربي إلى نهاية العصر الطولوني
Nau'ikan
الحفر على الخشب
كانت مصر ولا تزال فقيرة في الخشب، فإن ما يوجد بها من الشجر لا يستخدم خشبه إلا لأعمال النجارة البسيطة، ومثل ذلك شجر السنط والجميز والزيتون والنبق والسرو.
وبدأت الحكومة منذ قيام الدولة الفاطمية في زرع الأشجار والعناية بالغابات. وإذا كان الغرض الأساسي من هذه العناية إنما كان استخراج الخشب اللازم لعمل مراكب الأسطول، فإن جزءا كبيرا من الخشب المنتج استعمل في الأبنية والأثاث.
1
وعلى كل حال فقد كان استعمال الخشب ذائعا في مصر الذيوع كله، ولا سيما أن جفاف الجو كان يساعد على حفظه في حالة جيدة، ومن ثم عمل التجار على استيراده من الأقطار المجاورة، فكانوا يجلبون خشب الأرز والصنوبر من تركيا وسورية، والآبنوس من السودان، والتك من بلاد الهند، فضلا عن أن جنوب أوروبا كان مصدرا كبيرا من المصادر التي استمدت منها مصر حاجتها من الخشب.
2
وإذا صح ما ذكره المقريزي تبين أنه كان للخشب أسواق هامة في الفسطاط منذ العصر الطولوني.
3
وليس غريبا إذن أن عني المصريون بإتقان صناعة النجارة، ولا سيما بعد أن مارسوها قرونا طويلة، فتاريخ مزاولتهم إياها يرجع إلى عهد أجدادهم المصريين القدماء الذين برعوا فيها براعة يشهد بها ما نراه من تماثيلهم الخشبية النادرة، كتمثال شيخ البلد بالمتحف المصري، وكغيره من التماثيل.
وقد ورث الأقباط أسرار هذه الصناعة، ولعبت الأخشاب ذات الزخارف المحفورة دورا كبيرا في أثاث الكنائس والأبنية القبطية وزخرفتها.
Shafi da ba'a sani ba