Fannin Musulunci a Misra
الفن الإسلامي في مصر: من الفتح العربي إلى نهاية العصر الطولوني
Nau'ikan
طاقة صغيرة عقدها ستيني كالعقود الكبيرة، وقمتها ترتفع إلى مثل ارتفاعها، والغرض منها تحلية البناء، وتخفيف الثقل عن الدعائم، وهذا أسلوب عراقي نجده في مسجد أبي دلف بسامرا، وهو أقدم من الجامع الطولوني ببضع سنين.
المنارة
30
تقع منارة الجامع الطولوني في الرواق الخارجي الغربي، فتكاد لا تتصل بسائر بناء الجامع، هذا فضلا عن أن شكلها يستلفت الأنظار، ويسترعي الانتباه، فإنه لا نظير لها في الأقطار الإسلامية، اللهم إلا بالمسجد الجامع، وبمسجد أبي دلف بسامرا، ووجه الغرابة فيها أنها تتكون من قاعدة مربعة، تقوم عليها طبقة أسطوانية عليها أخرى مثمنة، وأن مراقيها من الخارج على شكل مدرج حلزوني.
وهذه المنارة مبنية بالحجر، وارتفاع قمتها عن أرض الجامع نحو 29 مترا، ولكنها ضخمة لا تناسب في أبعادها.
وعلماء الآثار مختلفون في تحديد العصر الذي ترجع إليه المنارة الحالية؛ فبعضهم لا يشك في نسبتها إلى أحمد بن طولون، ويميل آخرون إلى القول بأنها من العصر الفاطمي، ويعتقد فريق ثالث بأنها من بناء السلطان لاجين حين عمر المسجد. وليس هنا مجال مناقشة هذه الآراء؛ فقد فصلها الأستاذ كريزول
CRESWELL
في مؤلفاته العديدة، ولخصها الأستاذ عكوش في كتابه عن المسجد الطولوني.
31
ومهما يكن من شيء فإن علماء الآثار الذين لا يسلمون بأن المنارة الحالية ترجع إلى عصر ابن طولون، يعتقدون في الوقت نفسه أنها في جوهرها صورة من نموذج قديم بني في العصر المذكور؛ فقد روى المقريزي عن القضاعي قوله:
Shafi da ba'a sani ba