كلمة أصلها يوناني مشتقة من
Hédoné
أي جذل أو سرور، ومعناها الأوسع «اللذة»، وهي في مبادئ الآداب اصطلاح يشمل كل نظريات السلوك التي تتخذ صورة من اللذة أساسا لدستورها. ولقد ظهرت النظريات الهيدونية في الأخلاق منذ أبعد الأزمان، ولو أنها لم تكن جميعا من طابع واحد. وأول ما أطلق هذا الاصطلاح؛ في الفلسفة القديمة على مذهب الحلقة القورينية، وكان طابعها أن اللذة هي الغاية من الحياة، وأن واجب كل عاقل ينحصر في نشدان اللذة، من غير أن تستحكم اللذة فيه وتستبد به، وأن القوة التي تمكن الإنسان من التحرر من أواصر اللذة الجامحة، وتجعله سيدا لها لا عبدا؛ إنما تنال من طريق الثقافة والمعرفة.
26
ولا شبهة في أن هذا الاستطراد ضروري في هذا الموطن، فإن كلمة «هيدونية» سوف تتكرر في سياق هذا البحث، ولا بد من أن يقف الباحث على اشتقاقها ومدلولها، ليعلم بأنها قد تستعمل حينا باعتبارها مذهبا، وحينا آخر باعتبارها اصطلاحا مرادفا لاصطلاح اللذة.
ويمكن تقسيم هذه النظرية، كما أنها قسمت بالفعل إلى ثلاث صور مختلفة هي: (1)
الهيدونية المنطقية:
وهي نظرية تقول بأن كل إنسان إنما يعمل دائما وعلى صورة قياسية مطردة، ونصب عينيه الحصول على اللذة. (2)
الهيدونية الأخلاقية:
وهي النظرية التي تؤيد الوجهة المنطقية، وتقضي بأن من حق الإنسان - طبيعة وعقلا - أن يعمل للحصول على اللذة، وأن الواجب على كل فرد ينحصر في العمل للحصول على أكبر قسط من اللذة، أو من رجحان اللذة على الألم، سواء ألنفسه أم لغيره من بني الإنسان عامة. (3)
Shafi da ba'a sani ba