Falsafar Ingilishi A Cikin Shekaru Dari (Sashi Na Farko)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
Nau'ikan
وعند تحليل الاستدلال، يمكننا أن نميز بين ثلاثة عناصر: المعطيات، والفاعلية العقلية في الاستدلال من هذه المعطيات، والنتيجة. ويتصف عنصر الفاعلية بأنه مركب، أي إنه تركيب فكري، وفي الارتباط الزائد الذي يضاف عندئذ إلى الاتصال الأصلي القائم بين المعطيات، تمر هذه المعطيات بتغير وتنتقل إلى وحدة جديدة؛ ذلك لأنه حيث لا يظهر شيء جديد لا يكون ثمة استدلال. على أن برادلي قد ابتعد كثيرا عن رأيه هذا في الاستدلال في الطبعة الثانية من كتاب «مبادئ المنطق »، وآثر أن ينظر إليه على أنه في الأساس يمثل التطور أو النمو الذاتي
self-development
لمضمون موضوعي.
وهو في كل الأحوال يتمسك بتأكيده للفارق الأساسي بين المجالات المادية والذهنية والمنطقية، ولا يمل أبدا من مهاجمة الخلط الذي يتمثل لدى النزعة النفسية بين المجالين الأخيرين، فللفكرة المنطقية طريقة في الوجود تختلف أساسا عن طريقة وجود الشيء المادي والحادثة الذهنية، وهي لا توجد (
exist )، ولا يمكن أن تحدث، إذا كنا نعني بهذه الألفاظ الدخول في مجال الظواهر، وإنما هي مضمون فكري وماهية ومعنى كلي في مقابل الواقعة أو الحادث؛ لذلك فإن المنطق لا يمكنه أن يدرك - ناهيك به أن يفهم - ما تتصف به الجزئيات والفرديات التي تتمثل في الواقع العيني من ثراء زاخر بالتنوع لا ينضب معينه، فالتنوع المتعدد الألوان للحياة يقع خارج نطاق المنطق.
ولقد أعاد برادلي طبع النص الأصلي «لمبادئ المنطق» في طبعته الثانية التي يفصلها عن الأولى حوالي أربعين عاما، مع إضافة حاشية في صورة ملاحظات في نهاية كل فصل، وسلسلة من الأبحاث الختامية. وهذه المادة الجديدة تصحح النص الأصلي وتتجاوزه في نقاط ليست كلها ثانوية، والجزء الأكبر منها مستمد من بوزانكيت، الذي قام باختبار نقدي لكتاب برادلي «مبادئ المنطق» في 1885 (في كتاب المعرفة والواقع
Knowledge & Reality )، والذي نشر بعد ذلك بثلاث سنوات كتابا خاصا له في «المنطق» اتخذ من برادلي نقطة بداية له، وقد اعترف برادلي بدينه صراحة ودون تحفظ.
ولقد سبق أن نوهنا مرارا بالأهمية التاريخية الكبرى لأعمال برادلي في ميادين الأخلاق وعلم النفس والمنطق. وقد صادفت هذه الأعمال قبولا واسعا، وسرعان ما أصبحت جزءا من تراث الفكر الإنجليزي. أما آراؤه الميتافيزيقية، كما عرضها في كتابه الرئيسي «المظهر والواقع»، فإنها أثارت جدلا أوسع بكثير، فقد كان هذا الكتاب مثارا للشقاق في الفلسفة الإنجليزية الحديثة، وتفاوتت الآراء بشأنه كل التفاوت، ما بين ثناء لا حد له، إلى عدم اكتراث أبله، إلى سخرية مريرة واحتقار صريح، فقد وصفه إدوارد كيرد بأنه أكبر حدث منذ «كانت»، كما قال مويرهيد إنه «لم يظهر أي شيء مثله منذ «بحث» هيوم، فهذا الكتاب، شأنه شأن كتاب هيوم، قد أيقظ المفكرين من جميع المدارس من سباتهم القطعي.»
76
أما خصومه، وعلى رأسهم البرجماتيون، فقد انقضوا عليه بوحشية، وجعلوا منه مسخا مشوها، ورأى غير هؤلاء فيه مزيجا عشوائيا من الجد والهزل، ولم يستطيعوا أخذه مأخذ الجد، واقترح أحد الظرفاء تغيير العنوان إلى «اختفاء مظهر الواقع
Shafi da ba'a sani ba