Falsafar Ingilishi A Cikin Shekaru Dari (Sashi Na Farko)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
Nau'ikan
Cook Wilson ، ثم ستوت
Stout
ورسل وغيرهما.
وعندما وصل برادلي إلى صياغه مذهبه في الميتافيزيقا، اهتدى إلى وجهة نظر جديدة يعرف منها الحكم، فقد أدى به تمييزه بين الواقعي والفكري على أساس أن أولهما هو «هذا
That » وثانيهما هو «ماذا
What »، أي هما الاسم والصفة على التوالي؛ أدى به ذلك التمييز إلى النظر إلى الحكم على أنه إيضاح ل«هذا» بوصفه موضوعا، عن طريق «ماذا» بوصفه محمولا، أي إنه هو أن نطلق على الواقع صفة لا تكون واقعة وإنما فكرة، أما الموضوع فهو وجود فعلي، وتتوقف حقيقة الحكم على نوع الواقع الذي نصدر عنه التأكيد. وبين برادلي في ميتافيزيقاه أن الوجود الفعلي جزئي متناقض دائما، ولا يعبر إلا عن وجه جزئي من كل أكبر، ومن ثم فإن أي حكم يشير إلى واقعة محددة، يتصف دائما بالخطأ، وغاية ما يبلغه هو حقيقة جزئية أو نسبية فحسب. والحكم الكامل هو الذي يكون موضوعه، على طول المدى، هو الواقع كاملا أو المطلق. وهكذا يدمج برادلي منطقه في ميتافيزيقاه كما فعل هيجل.
ويعاود برادلي - في مذهبه في الاستدلال - مهاجمة أخطاء تقليدية متأصلة؛ ذلك لأن نفوره من كل قبول أعمى للسلطة جعله يرفض نظرية القياس بأسرها، بوصفها محض خرافة؛ فالقياس يزعم أنه أنموذج كل استدلال وبرهان منطقي، غير أن هناك صورا متعددة للاستدلال والبرهان لا يمكن إدماجها فيه. ويضرب برادلي - لتوضيح رأيه هذا - أمثلة يثبت بها أن المقدمة الكبرى كثيرا ما تكون غير ضرورية،
75
فإليه يرجع الفضل في الإشارة إلى عدد من الصور غير القياسية للاستدلال، وهي الصور التي لم يكد يلاحظها المنطق التقليدي على الإطلاق.
والفرق بين الاستدلال والحكم هو أن الأخير أقرب كثيرا إلى الإدراك المباشر، أي إلى المادة الحسية، فقبل إمكان قيام أي استدلال، ينبغي أن يطرأ قدر معين من التنظيم على المادة الخام للمعرفة، وهذه هي مهمة الحكم أساسا، ويمكن القول: إن الحكم يبدأ، بصورة بسيطة أولية، في التجربة الحسية، على حين أن الاستدلال يفترض مقدما أساسا عقليا، وهذا لا يعني أن الاستدلال يبدأ حيث ينتهي الحكم؛ إذ إن برادلي يؤكد أن الصور البدائية للاستدلال تظهر في البدايات الأولى للحكم، وعلى أدنى مستويات الحياة المعرفية. غير أن الحكم الصريح هو قطعا سابق منطقيا، إن لم يكن نفسيا، على الاستدلال الصريح، وإن يكن الاثنان معا وجهين لعملية واحدة. وهكذا فإن فكرة برادلي هذه تستبق فكرة بوزانكيت (التي كانت وثيقة الصلة بها)؛ إذ تجعل مهمة المنطق هي عرض نمو الذهن وتتبع العمليات المنطقية طوال مراحل نموها المتعددة.
Shafi da ba'a sani ba