وهم يتمنون ما يشتهون ... ومن دونه جدك المقبل١
وقد قال لعضد الدولة أبي شجاع وهو أعظم ملكا من سيف الدولة أبي الحسن وأشد بأسا، وأكثر انتقادا للشعر، وهو يذكر هزيمته "وهشوذان" هو بعيد عن عسكر لدولة أبيه:
وليت يومي فناء عسكره ... ولم تكن دانيا ولا شاه
ولم يغب غائب خليفته ... جيش أبيه وجده الصاعد٢
وقال له في هذه القصيدة وقد صرح بأنه يقهر الأعداء بالجد فقط:
إن كان لم يعمد الأمير لما ... لقيت منه فيمنه عامد
فلا يبل قاتل أعاديه ... أقائما نال ذاك أم قاعد٣
وقال له في قصيدة الوداع:
وأيا شئت يا طرقي فكوني ... أذاة أو نجاة أو هلاكا
_________
١ من قصيدته في مدح سيف الدولة التي مطلعها:
أيقدح في الخيمة العذل ... وتشمل من دهرها يشمل
الديوان ٢/ ٥٩.
٢ من قصيدته في مدح عضد الدولة أبي شجاع حينما حارب وهشوذان ملك الديار وهزمه وأفنى عسكره، ولم يحضر عضد الدولة القتال في الموقعتين، ولم يكن قريبا منهما فكتب النصر له وهو غائب، كأن ستعده ناب عنه في قتالهم.
مطلع القصيدة:
أزائر يا خيال أم عائد ... أم عند مولاك أنني راقد
الديوان ١/ ٢٩٨.
٣ الخطاب موجه إلى ملك الديلم الذي لم يقصده الأمير بنفسه.
ومعنى البيت الثاني أن من قتل أعاديه لا يبالي أقتلهم قائما أم قاعدا، بنفسه أم بغيره. قال الواحدي: كان حقه أن يقول لا يبال بحذف الياء للجزم لكنه قاس على قولهم لا يبل بمعنى لا تبال، وإنما جاز ذلك لكثرة الاستعمال ولم يكثر استعمالهم لا يبل فيجوز فيه ما جاز في غيره.
4 / 62