135

Asubar Musulunci

فجر الإسلام

Nau'ikan

وهذان النوعان هما بالقصص أشبه منهما بالتاريخ. (ثالثها):

وهو أهمها: أن المسلمين بدءوا من أول أمرهم يجمعون الحديث، وفي الحديث مناح شتى من القول، ففيه ما كان يفعله النبي

صلى الله عليه وسلم

وأصحابه من عبادات وتشريع في المعاملات والجنايات، وفيه أقوال للوعظ والإرشاد، وفيه قسم تاريخي لا يستهان به، فأحاديث تتعلق بحياة النبي في مكة وهجرته، وحياته في المدينة وغزواته، وأعمال لأبي بكر، وفتوحات عمر ونحو ذلك، وكلها حوادث تاريخية نثرت في الحديث، وعني بها بعض الصحابة، كالذي رأيت في عبد الله بن عمر، وكانت هذه الأحاديث التاريخية أساسا لما ألف بعد من كتب السير والمغازي، فقد أفردت وأضيف إليها ما لم يتحر فيه تحري ثقات المحدثين، والدليل على أن أصل هذه السير والمغازي هو الحديث ما تجده من وجوه شبه كبير في الأسلوب وفي طريقة سرد الوقائع وحكايتها.

وقد عني المسلمون من العصر الأول بإفراد ما يتعلق بالسير والمغازي في كتب خاصة، فقد روي أن وهب بن منبه (34-110ه) ألف كتابا في المغازي، كما رووا أن عروة بن الزبير بن العوام (23-94ه) وهو من أشهر فقهاء المدينة ومحدثيها كان أقدم من ألف في سيرة رسول الله، ومثله معاصره أبان بن عثمان بن عفان (22-105ه) فقد جمع له تلميذه عبد الرحمن بن المغيرة (المتوفى قبل سنة 125ه) كتابه في سيرة الرسول.

كذلك رووا أن ابن شهاب الزهري (51-124ه) جمع كتابا في المغازي، ومثله موسى بن عقبة (المتوفى سنة 141ه)

31 .

ويظهر أن النمط الذي اتبع في تأليف هذه الكتب كان جمع الأحاديث المتعلقة بالسيرة أو المغازي لا أكثر من ذلك، وعلى الجملة فلعل هذا الباب كان أقرب من سابقيه إلى معنى التاريخ.

وكل ذلك يدلنا على ما ذكرت من انتشار حركة تاريخية واسعة، وإن لم تصبغ بالصبغة العلمية الدقيقة.

القصص: ويتصل بهذا النوع ما يعرف في ذلك العهد بالقصص، وقد استحدث في صدر الإسلام، فقد روي عن ابن شهاب أن «أول من قص في مسجد رسول الله

Shafi da ba'a sani ba