Faith Journey with Men and Women Who Embraced Islam

Abdul Rahman Mahmoud d. Unknown
86

Faith Journey with Men and Women Who Embraced Islam

رحلة إيمانية مع رجال ونساء أسلموا

Nau'ikan

في إحدى المرَّات جاءني رجلٌ بعد أن أنهيت محاضرةً ألقيتها في جنوب إفريقيا. لقد كان غاضبًا جدًّا لما قلتهُ، ولذلك ادَّعى قائلًا: "سأذهب إلى بيتي الليلة ولا بُدَّ أن أجد خطأً ما في القرآن." فأجبته طبعًا: "أُهنِّئُك. فهذا هو الشيء الأكثر ذكاءً فيما قلته." بالتأكيد، هذا هو الموقف الَّذي يجب أن يتَّخذه المسلمون مع أولئك الَّذين يشكُّون في أصالة القرآن الكريم، لأنَّ القرآن الكريم نفسه يُقدِّم هذا التحدِّي. فحتمًا بعد القبول بهذا التحدِّي، والاكتشاف بأنَّ القرآن حقّ، فإنَّهم سيؤمنون به لأنَّهم لم يستطيعوا أن يجرِّدوه من صحَّته؛ بل سيكتسب احترامهم لأنَّهم تأكَّدوا من أصالته بأنفسهم. والحقيقة الأساسيَّة الَّتي يجب أن تُكرَّر كثيرًا بخصوص التثبّت من أصالة القرآن الكريم، هي أنَّ عدم قدرة أحدهم على توضيح أيِّ ظاهرةٍ بنفسه لا يلزمه بقبول وجود هذه الظاهرة، أو قبول تفسير شخصٍ آخر لها. وهذا يعني أنَّ عدم قدرة الإنسان على تفسير شيءٍ ما لا يعني أنَّه يجب بالضرورة أن يقبل بتفسير الآخرين. ومع ذلك فإنَّ رفض الإنسان لتفسير الآخرين يعود بالعبء عليه نفسه ليجد جوابًا مُقْنِعًا. هذه النظريَّة العامَّة تنطبق على العديد من المفاهيم في الحياة، ولكنَّها تتناسب بشكلٍ كبيرٍ مع التحدِّي القرآني، لأنَّها تشكِّل صعوبةً كبيرةً لمن يقول: "أنا لا أومن بالقرآن". ففي اللحظة الَّتي يرفضه فيها، يجد الإنسان نفسه ملزمًا بأن يجد التفسير لذلك بنفسه، لأنَّه يشعر بأنَّ تفسيرات الآخرين ليست صحيحة. في الحقيقة، وخاصَّةً في إحدى الآيات القرآنيَّة الَّتي اعتدت أن أرى أنَّها تُرجمت خطأً إلى الإنجليزيَّة، يذكر الله ﷾ رجلًا كان يسمع آيات الله تتلى عليه، إلاَّ أنَّه كان يغادر دون أن يتفحص حقيقة ما سمع. أي أنَّ الإنسان –بطريقةٍ أم بأخرى- مذنبٌ إذا سمع شيئًا ولم يبحثه أو يتفحَّصه ليرى إن كان صحيحًا.

1 / 86