Faith Journey with Men and Women Who Embraced Islam
رحلة إيمانية مع رجال ونساء أسلموا
Nau'ikan
رحلة إيمانية مع رجال ونساء أسلموا
إعداد: عبد الرحمن محمود
مايو ٢٠٠٥
1 / 1
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
﴾ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ
الْحَمِيدِ ﴿سبأ:٦.
إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا..
أما بعد..
فهذا اهداء إلي كل من يبحث عن الحق في زمن انتشر به الباطل..
إلي كل ضال يسعي إلي الهداية..
إلي كل حزين يبحث عن السعادة..
إلي كل عاصي يتمني التوبة..
إلي كل أمة تعيش علي أفكار ومعتقدات زائفة تسوقها إلي النار لتكون مصيرها الأبدي..وهي لا تدري..
هذه قصصهم يروونها بألسنتهم قائلين للناس:
﴾ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿
داعيًا الله أن يتقبل جهدي المتواضع هذا وأن يجعله ذخرًا لي يوم العرض عليه..
أخوكم عبد الرحمن محمود
islamohm@yahoo.com
http://www.newmuslims.tk
1 / 2
الفهرس
قساوسة ومنصرون أسلموا
١-رئيس لجان التنصير بأفريقيا القس المصري السابق اسحق هلال مسيحه
٢-ابراهيم خليل فلوبوس أستاذ اللاهوت المصري السابق
٣- يوسف استس القس الأمريكي السابق
٤- الدكتور وديع أحمد الشماس المصري سابقًا
٥- كينيث جينكينز القسيس الأمريكي السابق
٦- رئيس الأساقفة اللوثريِّ السابق التنزانيِّ أبو بكر موايبيو
٧-الراهب السابق الفليبيني ماركو كوربس
٨-عالم الرياضيات والمنصر السابق الدكتور الكندي جاري ميلر
٩-القس المصري السابق فوزي صبحي سمعان
١٠-الشهيد القس السابق الأثيوبي ملقاه فقادو
١١-القس السابق الإندونيسي من أصل هولندي رحمة بورنومو
١٢- القمص السابق المصري عزت اسحاق معوض
١٣-القس السابق الفليبيني عيسي بياجو
١٤-القس السابق الفرنسي جان ماري دوشمان
١٥-معلمة اللاهوت السابقة الأمريكية ماري واتسون
١٦-معلم النصرانية السابق السريلانكي ألدو دمريس
١٧-معلم النصرانية السابق الهندي كرست راجا
١٨-الشماس السابق المصري سيف الإسلام التهامي
١٩-المنصر السابق الألماني جي ميشيل
٢٠-معلم اللاهوت الدكتور آرثر ميلاستنوس
٢١-معلم اللاهوت السابق عبد الأحد داود
٢٢-القس السابق محمد فؤاد الهاشمي
٢٣- القس السابق ثاني أكبر قسيس في غانا
٢٤-كبير أساقفة جوهانسبرج فردريك دولامارك
٢٥-القس السابق الأيرلندي يبكي عند قبر النبي
٢٦-أمين عام مجلس الكنائس العالمي لوسط وشرق إفريقيا سابقًا أشوك كولن يانج
علماء وأدباء أسلموا
٢٧-الجراح الفرنسي موريس بوكاي
٢٨- كيث مور عالم الأجنة الشهير
٢٩-عالم التشريح التايلندي تاجاتات تاجسن
٣٠-عالم الجيولوجيا الألماني ألفريد كرونير
٣١-الدكتور الفرنسي علي سليمان بنوا
٣٢-العالم المجري عبد الكريم جرمانيوس
٣٣-عالم الإجتماع الإنجليزي حسين روف
٣٤- المفكر الإنجليزي مارتن لنجز
٣٥-الكاتب الأمريكي مايكل ولفي سيكتر
٣٦-العالم والصحفي والمؤلف الألماني الدكتورحامد ماركوس
٣٧-المؤلف والروائي والشاعرالبريطاني ويليام بيكارد
٣٨-الرسام والمفكر الفرنسي المعروف اتييان دينيه
٣٩-المفكر السويسري روجيه دوباكييه
٤٠-الكاتب الأمريكي الكولونيل دونالدس روكويل
٤١-العالم البريطاني آرثر أليسون
٤٢-اللورد جلال الدين برانتون
٤٣-أستاذ الرياضيات الجامعي الأمريكي جفري لانج
٤٤-الأستاذ الجامعي الأمريكي محمد أكويا
٤٥-الأديب الفرنسي فانسان مونتييه
٤٦-المفكر النمساوي ليوبولد فايس
٤٧-الأستاذة الجامعية الدكتورة الروسية آلا أولينيكوفا
٤٨-الشهيدة المفكرة الأسبانية ماريا ألاسترا
٤٩-الكاتبة الأمريكية مارجريت ماركوس
٥٠-الكاتبة البريطانية ايفلين كوبلد
٥١-العالمة الكندية صوفي بوافير
٥٢-الفيلسوف الفرنسي رينيه جينو
٥٣-الباحثة الأمريكية بربارا براون
٥٤-أستاذ الفلسفة الجامعي الفرنسي روبرت بيرجوزيف
٥٥-عالم النفس الألماني فيلي بوتولو
٥٦-أستاذ الصحافة الأمريكي مارك شليفر
٥٧-أستاذ الأدب البريطاني جان مونرو
٥٨-الأستاذ الجامعي الأسباني ميجيل بيرو
٥٩- رئيس المعهد الدولي التكنولوجي بالرياض الدكتور اسبر ابراهيم شاهين
٦٠- الباحث الكندي موري ديفيد كيل
٦١-أستاذ القانون اليهودي
٦٢- الدكتور العراقي اليهودي سابقًا أحمد نسيم سوسه
٦٣-المفكر الإنجليزي عبد الله كويليام
٦٤-الداعية الأمريكي حمزة يوسف
٦٥-الدكتور المصري عبده ابراهيم والد د. عيسي عبده رائد الأقتصاد الإسلامي
٦٦-المستشار الدكتور المصري محمد مجدي مرجان رئيس محكمة الجنايات والاستئناف العليا
مشاهير أسلموا
٦٧- المغني السابق البريطاني يوسف إسلام
٦٨-الدكتور روبرت كرين مستشار الرئيس الأمريكي نيكسون
٦٩- لاعب السلة الأمريكي محمود عبد الرؤوف
٧٠-لاعب كرة القدم الفرنسي نيكولاس أنيلكا
٧١-الممثل الأمريكي ويل سميث
٧٢-الممثل الإيطالي جينو لو كابوتو
٧٣-المغني الأمريكي جيرمان جاكسون شقيق مايكل جاكسون
٧٤-الموسيقي البريطاني براين هوايت
٧٥-جوناثان بيرت ابن رئيس الـ"بي بي سي" يعتنق الإسلام
٧٦-بطل السنوكر العالمي السابق روني أوسوليفان
٧٧-المغنية الألمانية كريستيان باكر
٧٨-رئيس جمهورية جامبيا
٧٩-مدير دريم بارك الأمريكي في مصر
٨٠-يوسف خطاب الحاخام اليهودي سابقًا
٨١- مالكولم إكس زعيم من الملوّنين الأمريكيين
٨٢-اللورد هدلي سليل الأسرة المالكة في بريطانيا
٨٣-عارضة الأزياء الفرنسية فابيان
٨٤-عارضة الأزياء اليونانية ماكلين سيكاروس
٨٥-رئيس الحزب الإسلامي البريطاني داود موسي بيتكوك
٨٦- السفير الألماني في المغرب وفي مصر سابقًا د. مراد هوفمان
نماذج متنوعة لإعتناق الإسلام
٨٧-عماد الشاب المصري النصراني سابقًا
٨٨-سناء الفتاة المصرية النصرانية سابقًا
٨٩-سوسن هندي الفتاة المصرية النصرانية سابقًا
٩٠-الطفل الأمريكي الكساندر فريتز
٩١-السيدة الألمانية ايفا ماريا
٩٢- السيدة الأمريكية كايسي ستاربك
٩٣-السيدة الألمانية ايريس صفوت
٩٤-السنغافوري إحسان جيم تشوا
خاتمة الكتاب وقصص صحابة الرسول من أهل الكتاب الذين اعتنقوا الإسلام
1 / 3
قساوسة ومنصرون أسلموا
١-رئيس لجان التنصير بأفريقيا القس المصري السابق اسحق هلال مسيحه
الاسم: القس إسحق هلال مسيحه
المهنة: راعي كنيسة المثال المسيحي ورئيس فخري لجمعيات خلاص النفوس المصرية بإفريقيا وغرب آسيا. مواليد: ٣/٥/١٩٥٣-المنيا-جمهورية مصر العربية. ولدت في قرية البياضية مركز ملوي محافظة المنيا من والدين نصرانيين أرثوذكس زرعا في نفوسنا - ونحن صغار - الحقد ضد الإسلام والمسلمين.
1 / 4
حين بدأت أدرس حياة الأنبياء بدأ الصراع الفكري في داخلي وكانت أسئلتي تثير المشاكل في أوساط الطلبة مما جعل البابا (شنودة) الذي تولّى بعد وفاة البابا (كيرلس) يصدر قرارًا بتعييني قسيسًا قبل موعد التنصيب بعامين كاملين- لإغرائي وإسكاتي فقد كانوا يشعرون بمناصرتي للإسلام - مع أنه كان مقررًا ألا يتم التنصيب إلا بعد مرور ٩ سنوات من بداية الدراسة اللاهوتية. ثم عيّنت رئيسًا لكنيسة المثال المسيحي بسوهاج ورئيسًا فخريًا لجمعيّات خلاص النفوس المصريّة (وهي جمعيّة تنصيريّة قويّة جدًّا ولها جذور في كثير من البلدان العربية وبالأخص دول الخليج) وكان البابا يغدق عليّ الأموال حتّى لا أعود لمناقشة مثل تلك الأفكار لكنّي مع هذا كنت حريصًا على معرفة حقيقة الإسلام ولم يخبو النور الإسلامي الذي أنار قلبي فرحًا بمنصبي الجديد بل زاد، وبدأت علاقتي مع بعض المسلمين سرًا وبدأت أدرس وأقرأ عن الإسلام. وطُلب منّي إعداد رسالة الماجستير حول مقارنة الأديان وأشرف على الرسالة أسقف البحث العلمي في مصر سنة ١٩٧٥، واستغرقت في إعدادها أربع سنوات وكان المشرف يعترض على ما جاء في الرسالة حول صدق نبوة الرسول محمد ﷺ وأميته وتبشير المسيح بمجيئه. وأخيرًا تمّت مناقشة الرّسالة في الكنيسة الإنكليكيّة بالقاهرة واستغرقت المناقشة تسع ساعات وتركزت حول قضيّة النّبوّة والنّبي ﷺ علمًا بأن الآيات صريحة في الإشارة إلى نبوّته وختم النّبوّة به. وفي النهاية صدر قرار البابا بسحب الرسالة منّي وعدم الاعتراف بها. أخذت أفكر في أمر الإسلام تفكيرًا عميقًا حتّى تكون هدايتي عن يقين تام ولكن لم أكن أستطيع الحصول على الكتب الإسلامية فقد شدّد البابا الحراسة عليّ وعلى مكتبتي الخاصّة.
ولهدايتي قصة
1 / 5
في اليوم السادس من الشهر الثامن من عام ١٩٧٨م كنت ذاهبًا لإحياء مولد العذراء بالإسكندريّة أخذت قطار الساعة الثالثة وعشر دقائق الذي يتحرك من محطة أسيوط متجهًا إلى القاهرة وبعد وصول القطار في حوالي الساعة التاسعة والنصف تقريبًا ركبت الحافلة من محطة العتبة رقم ٦٤ المتجهة إلى العباسيّة وأثناء ركوبي في الحافلة بملابسي الكهنوتية وصليب يزن ربع كيلو من الذهب الخالص وعصاي الكرير صعد صبيّ في الحادية عشر من عمره يبيع كتيبات صغيرة فوزعها على كلّ الركّاب ماعدا أنا، وهنا صار في نفسي هاجس لم كل الركاب إلا أنا، فانتظرته حتّى انتهى من التوزيع والجمع فباع ما باع وجمع الباقي قلت له: "يا بنيّ لماذا أعطيت الجميع بالحافلة إلا أنا". فقال: "لا يا أبونا أنت قسيس". وهنا شعرت وكأنّني لست أهلًا لحمل هذه الكتيّبات مع صغر حجمها (لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُون) . ألححت عليه ليبيعني منهم فقال: "لا دي كتب إسلاميّة" ونزل، وبنزول هذا الصّبي من الحافلة شعرت وكأنّني جوعان وفي هذه الكتب شبعي وكأنّني عطشان وفيها شربي. نزلت خلفه فجرى خائفًا منّي فنسيت من أنا وجريت وراءه حتّى حصلت على كتابين. عندما وصلت إلى الكنيسة الكبرى بالعبّاسيّة (الكاتدرائيّة المرقسيّة) ودخلت إلى غرفة النّوم المخصّصة بالمدعوّين رسميًّا كنت مرهقًا من السفر، ولكن عندما أخرجت أحد الكتابين وهو (جزء عم) وفتحته وقع بصري على سورة الإخلاص فأيقظت عقلي وهزت كياني. بدأت أرددها حتى حفظتها وكنت أجد في قراءتها راحة نفسية واطمئنانًا قلبيًا وسعادة روحية، وبينا أنا كذلك إذ دخل عليّ أحد القساوسة وناداني: "أبونا إسحاق"،فخرجت وأنا أصيح في وجهه: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) دون شعور منّي.
على كرسي الاعتراف:
1 / 6
بعد ذلك ذهبت إلى الإسكندريّة لإحياء أسبوع مولد العذراء يوم الأحد أثناء صلاة القداس المعتاد وفي فترة الراحة ذهبت إلى كرسي الاعتراف لكي أسمع اعترافات الشعب الجاهل الذي يؤمن بأن القسيس بيده غفران الخطايا.
جاءتني امرأة تعض أصابع الندم. قالت: "أني انحرفت ثلاث مرات وأنا أمام قداستك الآن أعترف لك رجاء أن تغفر لي وأعاهدك ألا أعود لذلك أبدًا ". ومن العادة المتبعة أن يقوم الكاهن برفع الصليب في وجه المعترف ويغفر له خطاياه. وما كدت أرفع الصليب لأغفر لها حتى وقع ذهني على العبارة القرآنية الجميلة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) فعجز لساني عن النطق وبكيت بكاءً حارًّا وقلت: "هذه جاءت لتنال غفران خطاياها منّي فمن يغفر لي خطاياي يوم الحساب والعقاب". هنا أدركت أن هناك كبير أكبر من كل كبير، إله واحدٌ لا معبود سواه. ذهبت على الفور للقاء الأسقف وقلت له: "أنا أغفر الخطايا لعامة الناس فمن يغفر لي خطاياي". فأجاب دون اكتراث: "البابا". فسألته: "ومن يغفر للبابا"، فانتفض جسمه ووقف صارخًا وقال: "أنت قسيس مجنون واللي أمر بتنصيبك مجنون حتّى وإن كان البابا لأنّنا قلنا له لا تنصّبه لئلاّ يفسد الشعب بإسلاميّاته وفكره المنحل". بعد ذلك صدر قرار البابا بحبسي في دير (ماري مينا) بوادي النطرون.
كبير الرهبان يصلّي:
1 / 7
أخذوني معصوب العينين وهناك استقبلني الرهبان استقبالًا عجيبًا كادوا لي فيه صنوف العذاب علمًا بأنّني حتّى تلك اللحظة لم أسلم، كل منهم يحمل عصا يضربني بها وهو يقول: "هذا ما يصنع ببائع دينه وكنيسته". استعملوا معي كل أساليب التعذيب الذي لا تزال آثاره موجودةً على جسدي وهي خير شاهدٍ على صحّة كلامي حتّى أنّه وصلت بهم أخلاقهم اللاإنسانيّة أنهم كانوا يدخلون عصا المقشّة في دبري يوميًّا سبع مرّات في مواقيت صلاة الرهبان لمدّة سبعة وتسعين يومًا، وأمروني بأن أرعى الخنازير. وبعد ثلاثة أشهر أخذوني إلى كبير الرهبان لتأديبي دينيًا وتقديم النصيحة لي فقال: "يا بنيّ. . إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، اصبر واحتسب. ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب".قلت في نفسي ليس هذا الكلام من الكتاب المقدس ولا من أقوال القديسين. وما زلت في ذهولي بسبب هذا الكلام حتى رأيته يزيدني ذهولًا على ذهول بقوله: "يا بنيّ نصيحتي لك السر والكتمان إلى أن يعلن الحق مهما طال الزمان" تُرى ماذا يعني بهذا الكلام وهو كبير الرهبان. ولم يطل بي الوقت حتى فهمت تفسير هذا الكلام المحيّر. فقد دخلت عليه ذات صباح لأوقظه فتأخر في فتح الباب، فدفعته ودخلت وكانت المفاجأة الكبرى التي كانت نورًا لهدايتي لهذا الدين الحق دين الوحدانيّة عندما شاهدت رجلًا كبيرًا في السنّ ذا لحية بيضاء وكان في عامة الخامس والستّين وإذا به قائمًا يصلي صلاة المسلمين (صلاة الفجر) . تسمرتُ في مكاني أمام هذا المشهد الذي أراه ولكنّي انتبهت بسرعة عندما خشيت أن يراه أحد من الرهبان فأغلقت الباب. جاءني بعد ذلك وهو يقول: "يا بنيّ استر عليّ ربّنا يستر عليك". أنا منذ ٢٣ سنة على هذا الحال-غذائي القرآن وأنيس وحدتي توحيد الرحمن ومؤنس وحشتي عبادة الواحد القهّار الحقّ أحقّ أن يتّبع يا بنيّ".
1 / 8
بعد أيّام صدر أمر البابا برجوعي لكنيستي بعد نقلي من سوهاج إلى أسيوط لكن الأشياء التي حدثت مع سورة الإخلاص وكرسي الاعتراف والراهب المتمسّك بإسلامه جعلت في نفسي أثرًا كبيرًا لكن ماذا أفعل وأنا محاصر من الأهل والأقارب وممنوع من الخروج من الكنيسة بأمر شنودة.
رحلة تنصيريّة:
بعد مرور عام جاءني خطاب والمودع بالملف الخاص بإشهار إسلامي بمديرية أمن الشرقيّة-ج. م.ع يأمرني فيه بالذهاب كرئيس للّجنة المغادرة إلى السودان في رحلة تنصيريّة فذهبنا إلى السودان في الأوّل من سبتمبر ١٩٧٩م وجلسنا به ثلاثة شهور وحسب التعليمات البابويّة بأن كلّ من تقوم اللجنة بتنصيره يسلّم مبلغ ٣٥ ألف جنيه مصريّ بخلاف المساعدات العينيّة فكانت حصيلة الذين غرّرت بهم اللجنة تحت ضغط الحاجة والحرمان خمسة وثلاثين سودانيًّا من منطقة واو في جنوب السودان. وبعد أن سلّمتُهم أموال المنحة البابويّة اتّصلت بالبابا من مطرانيّة أم درمان فقال: "خذوهم ليروا المقدسات المسيحيّة بمصر (الأديرة) " وتم خروجهم من السودان على أساس عمّال بعقود للعمل بالأديرة لرعي الإبل والغنم والخنازير وتم عمل عقود صوريّة حتّى تتمكّن لجنة التنصير من إخراجهم إلى مصر.
1 / 9
بعد نهاية الرحلة وأثناء رجوعنا بالباخرة (مارينا) في النّيل قمت أتفقّد المتنصرين الجدد وعندما فتحت باب الكابينة ١٤ بالمفتاح الخاص بالطاقم العامل على الباخرة فوجئت بأن المتنصر الجديد عبد المسيح (وكان اسمه محمّد آدم) يصلّي صلاة المسلمين. تحدّثت إليه فوجدته متمسّكًا بعقيدته الإسلاميّة فلم يغريه المال ولم يؤثّر فيه بريق الدنيا الزائل. خرجت منه وبعد حوالي الساعة أرسلت له أحد المنصّرين فحضر لي بالجناح رقم ٣ وبعد أن خرج المنصّر قلت له: "يا عبد المسيح لماذا تصلّي صلاة المسلمين بعد تنصّرك؟! "، فقال: "بعت لكم جسدي بأموالكم، أمّا قلبي وروحي وعقلي فملك الله الواحد القهّار لا أبيعهم بكنوز الدنيا وأنا أشهد أمامك بأن لا إله إلا الله وأنّ محمّد رسول الله".
1 / 10
بعد هذه الأحداث التي أنارت لي طريق الإيمان وهدتني لأعتنق الدين الإسلامي وجدت صعوبات كثيرة في إشهار إسلامي نظرًا لأنّني قس كبير ورئيس لجنة التنصير في أفريقيا وقد حاولوا منع ذلك بكل الطرق لأنه فضيحة كبيرة لهم. ذهبت لأكثر من مديريّة أمن لأشهر إسلامي وخوفًا على الوحدة الوطنيّة أحضرتْ لي مديريّة الشرقيّة فريقًا من القساوسة والمطارنة للجلوس معي وهو المتّبع بمصر لكل من يريد اعتناق الإسلام. هدّدتني اللجنة المكلّفة من ٤ قساوسة و٣ مطارنة بأنها ستأخذ كلّ أموالي وممتلكاتي المنقولة والمحمولة والموجودة في البنك الأهلي المصري-فرع سوهاج وأسيوط والتي كانت تقدّر بحوالي ٤ مليون جنيه مصريّ وثلاثة محلات ذهب وورشة لتصنيع الذهب بحارة اليهود وعمارة مكوّنة من أحد عشر طابق رقم ٤٩٩ شارع بور سعيد بالقاهرة فتنازلت لهم عنها كلّها فلا شئ يعدل لحظة الندم التي شعرت بها وأنا على كرسي الاعتراف. بعدها كادت لي الكنيسة العداء وأهدرت دمي فتعرضت لثلاث محاولات اغتيال من أخي وأولاد عمّي، فقاما بإطلاق النّار عليّ في القاهرة وأصابوني في كليتي اليسرى والّتي تم استئصالها في ٧/١/١٩٨٧م في مستشفى القصر العيني والحادث قيّد بالمحضر رقم ١٧٦٢/١٩٨٦ بقسم قصر النّيل مديريّة أمن القاهرة بتاريخ ١١/١١/١٩٨٦م.
أصبحت بكلية واحدة وهي اليمنى ويوجد بها ضيق الحالب بعد التضخم الذي حصل لها بقدرة الخالق الذي جعلها عوضًا عن كليتين. ولكن للظروف الصعبة الّتي أمر بها بعد أن جرّدتني الكنيسة من كل شئ والتقارير الطبّيّة التي تفيد احتياجي لعملية تجميل لحوض الكلية وتوسيع للحالب. ولأني لا أملك تكاليفها الكبيرة، أجريت لي أكثر من خمس عشرة عملية جراحيّة من بينها البروستات ولم تنجح واحدة منها لأنها ليست العملية المطلوب إجراؤها حسب التقارير التي أحملها، ولما علم أبواي بإسلامي أقدما على الانتحار فأحرقا نفسيهما والله المستعان.
1 / 11
قصة اسلامه بصوته علي هذا الرابط:
http://www.aljame3.com/modules.php?name=Audio&l_op=viewaudio&cid=21
1 / 12
٢-ابراهيم خليل فلوبوس أستاذ اللاهوت المصري السابق
نبذة عنه:
-ماجستير في اللاهوت من جامعة برنستون الأمريكية.
-من كتبه (محمد في التوراة والإنجيل والقرآن) و(المسيح إنسان لا إله) و(الإسلام في الكتب السماوية) و(اعرف عدوك اسرائيل) و(الاستشراق والتبشير وصلتهما بالإمبريالية العالمية) و(المبشرون والمستشرقون في العالم العربي الإسلامي) و(الغفران بين المسيحية والإسلام) .
وقد كان راعيًا للكنيسة الإنجيلية، وأستاذًا للاهوت، أسلم على يديه عدد كبير من الناس.
ردّه العقل الحر:
-يحدثنا الحاج إبراهيم عن رحلته إلى الإسلام، فيقول:
"في مؤتمر تبشيري دعيت للكلام، فأطلت الكلام في ترديد كل المطاعن المحفوظة ضد الإسلام، وبعد أن انتهيت من حديثي بدأت أسأل نفسي: لماذا أقول هذا وأنا أعلم أنني كاذب؟! واستأذنت قبل انتهاء المؤتمر، خرجت وحدي متجهًا إلى بيتي، كنت مهزوزًا من أعماقي، متأزمًا للغاية، وفي البيت قضيت الليل كله وحدي في المكتبة أقرأ القرآن، ووقفت طويلًا عند الآية الكريمة:
﴾ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿(الحشر:٢١)
وفي تلك الليلة اتخذت قرار حياتي فأسلمت، ثم انضم إلي جميع أولادي، وكان أكثرهم حماسًا ابني الأكبر (أسامة) وهو دكتور في الفلسفة ويعمل أستاذًا لعلم النفس في جامعة السوربون".
وبإسلامهم زادت بيوت الإسلام بيتًا.
قصة إسلامه:
الأستاذ السابق بكلية اللاهوت الإنجيلية (إبراهيم خليل فلوبوس) واحد من الملايين الذين انقادوا لما وجدوا عليه آباءهم من غير بني الإسلام.. تنشأ في الكنيسة.. وترقى في مدارس اللاهوت.. وتبوأ مكانة مرموقة في سلم التنصير.. وبأنامل يديه خط عصارة خبرته الطويلة عدة مئات من الصفحات رسالة للماجستير تحت عنوان: (كيف ندمر الإسلام بالمسلمين)؟! في علم اللاهوت كان (فلوبوس) متخصصًا لا يجارى.. وفي منظار (الناسوت) كان ابن الكنيسة الإنجيلية.. الأمريكية يتيه خيلاء.. ولأسباب القوة والمتعة والحماية المتوفرة.. ما كان (إبراهيم) يقيم لعلماء الأزهر، - وقد شفهم شظف العيش - أي وزن أو احترام!
لكن انتفاضة الزيف لم تلبث فجأة أن خبت.. وضلالات التحريف الإنجيلي والتخريف التوراتي انصدعت على غير ميعاد.. وتساقطت إذ ذاك غشاة الوهم، وتفتحت بصيرة الفطرة فكان لإبراهيم خليل فلوبوس - وقد خطا عتبات الأربعين يوم الخامس والعشرين من ٥٩ - ميلادًا جديدًا.
مع الأستاذ إبراهيم خليل أحمد ... داعية اليوم كان هذا اللقاء.. وعبر دهاليز الضلالة والزيف نحو عالم الحق والهداية والنور كان هذا الحوار.
ـ كيف كانت رحلة الهداية التي أوصلتك شاطئ الإيمان والإسلام، ومن أين كانت البداية؟
ـ في مدينة الإسكندرية وفي الثالث عشر من يناير عام ١٩١٩ كان مولدي، نشأت نشأة نصرانية ملتزمة وتهذبت في مدارس الإرسالية الأمريكية، وتصادف وصولي مرحلة (الثقافة) المدرسية مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، وتعرض مدينة الإسكندرية لأهوال قصف الطائرات.. فاضطررنا للهجرة إلى أسيوط حيث استأنفت في كليتها التعليم الداخلي وحصلت على الدبلوم عام ٤١ / ١٩٤٢ وسرعان ما تفتحت أمامي سبل العمل فالتحقت بالقوات الأمريكية من عام ٤٢ وحتى عام ١٩٤٤م.
ـ ما طبيعة هذا العمل وكيف حصلت عليه؟
1 / 13
ـ كان للقوات الأمريكية وقتذاك معامل كيماوية لتحليل فلزات المعادن التي تشكل هياكل الطائرات التي تسقط من أجل معرفة تراكيبها ونوعياتها، وبحكم ثقافتي في كلية أسيوط ولتمكني من اللغة الإنجليزية ولأن الأمريكان كانوا يهتمون اهتمامًا بالغًا بالخريجين ويستوعبونهم في شركاتهم فقد أمضيت في هذا العمل سنتين.. لكن أخبار الحرب والنكبات دفعتني لأن أنظر إلى العالم نظرة أعمق قادتني للاتجاه إلى دعوة السلام وإلى الكنيسة.. التي كانت ترصد رغباتي وتؤجج توجهاتي.. فالتحقت بكلية اللاهوت سنة ١٩٤٥م وأمضيت فيها ثلاث سنين.
ـ ماهي الخطوط العامة لمنهج الكلية وأين موقع الإسلام فيه؟
ـ في الثمانية أشهر الأولى كنا ندرس دراسات نظرية.. يقدم الأستاذ المحاضرة على شكل نقاط رئيسية، ونحن علينا أن نكمل البحث من المكتبة وكان علينا أن ندرس اللغات الثلاث: اليونانية والأرامية والعبرية إضافة إلى اللغة العربية كأساس والإنجليزية كلغة ثانية.. بعد ذلك درسنا مقدمات العهد القديم والجديد، والتفاسير والشروحات وتاريخ الكنيسة، ثم تاريخ الحركة التنصيرية وعلاقتها بالمسلمين، وهنا نبدأ دراسة القرآن الكريم والأحاديث النبوية، ونتجه للتركيز على الفرق التي خرجت عن الإسلام أمثال الإسماعيلية، والعلوية، والقاديانية، والبهائية ... وبالطبع كانت العناية بالطلاب شديدة ويكفي أن أذكر بأننا كنا حوالي ١٢ طالبًا وُكّل بتدريسنا ١٢ أستاذًا أمريكيًا و٧ آخرين مصريين.
ـ هذه الدراسات عن الإسلام وعن الفرق.. هل كانت للاطلاع العلمي وحسب أم أن هدفًا آخر كان وراءها؟
1 / 14
ـ في الواقع كنا نؤسس على هذه الدراسات حواراتنا المستقبلية مع المسلمين ونستخدم معرفتنا لنحارب القرآن بالقرآن ... والإسلام بالنقاط السوداء في تاريخ المسلمين! كنا نحاور الأزهريين وأبناء الإسلام بالقرآن لنفتنهم، فنستخدم الآيات مبتورة تبتعد عن سياق النص ونخدم بهذه المغالطة أهدافنا، وهناك كتب لدينا في هذا الموضوع أهمها كتاب (الهداية) من ٤ أجزاء و(مصدر الإسلام) إضافة إلى استعانتنا واستفادنا من كتابات عملاء الاستشراق أمثال طه حسين الذي استفادت الكنيسة من كتابه (الشعر الجاهلي) مائة في المائة، وكان طلاب كلية اللاهوت يعتبرونه من الكتب الأساسية لتدريس مادة الإسلام!
وعلى هذا المنهج كانت رسالتي في الماجستير تحت عنوان (كيف ندمر الإسلام بالمسلمين) سنة ٥٢ والتي أمضيت ٤ سنوات في إعدادها من خلال الممارسة العملية للوعظ والتنصير بين المسلمين من بعد تخرجي عام ٤٨.
ـ كيف إذًا حدث الانقلاب فيك ... ومتى اتجهت لاعتناق الإسلام؟
ـ كانت لي - مثلما ذكرت - صولات وجولات تحت لواء الحركة التنصيرية الأمريكية، ومن خلال الاحتكاك الطويل، ومن بعد الاطلاع المباشر على خفاياهم تأكد لي أن المنصرين في مصر ما جاءوا لبثّ الدين وإنما لمساندة الاستعمار والتجسس على البلاد!
ـ وكيف؟
1 / 15
ـ الشواهد كثيرة، وفي أي مسألة من المسائل، فإذا كانت البلد تستعد للانتفاضة على الظلم كانت الكنيسة أول من تدرك ذلك لأن القبطي والمسلم يعيشان على أرض واحدة، ويوم يتأوه المسلم سرعان ما يسمع النصراني تأوهاته فيوصلها إلينا لنقوم بتحليلها وترجمتها بدورنا، ومن جانب آخر كان رعايا الكنيسة في القوات المسلحة أداة مباشرة لنقل المعلومات العسكرية وأسرارها، وعن طريق المراكز التنصيرية التابعة لأمريكا والتي تتمتع بالرعاية وبالحماية الأمريكية كانت تدار حرب التجسس، ولك أن تعلم هنا أن النصراني في مصر له جنسيتان وانتماءان: انتماؤه للوطن الذي ولد فيه وهو انتماء مدني تُعبر عنه جنسيته المصرية، وانتماء ديني أقوى تمثله الجنسية النصرانية. فهو يحس في أوروبا وفي أمريكا حصنًا وبالدرجة الأولى، بينما يشعر النصارى في مصر أنهم غرباء! تمامًا كالانتماء الإسرائيلي الذي يعتبر انتماءه بالروح إلى أرض أورشليم انتماء دينيًا وانتماءه إلى الوطن الذي ولد فيه انتماء مدنيًا وحسب! ولذلك قام مخطط المنصرين والكنيسة على جعل مصر تدور في فلك الاستعمار فلا تستطيع أن تعيش بعيدًا عنه، الأمر الذي جعلني أشعر بمصريتي وأحس أن هؤلاء أجانب عني وأن جاري المسلم أقرب إلي منهم بالفعل ... فبدأت أتسامح.. عفوًا أقول أتسامح وأعني أن أقرأ القرآن بصورة تختلف عما كنت أقرؤه سابقًا وفي شهر يونيو تقريبًا عام ١٩٥٥م استمعت إلى قول الله سبحانه
1 / 16
﴾ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (٢) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (٣) ﴿(سورة الجن) هذه الآية الكريمة من الغريب أنها رسخت في القلب، ولما رجعت إلى البيت سارعت إلي المصحف وأمسكته وأنا في دهشة من هذه السورة،كيف؟ إن الله ﷾ يقول:﴾ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿(الحشر:٢١) .
إبراهيم خليل الذي كان إلى عهد قريب يحارب الإسلام ويقيم الحجج من القرآن والسنة ومن الفرق الخارجة عن الإسلام لحرب الإسلام ... يتحول إلى إنسان رقيق يتناول القرآن الكريم بوقار وإجلال ... فكأن عيني رُفعت عنهما غشاوة وبصري صار حديدًا ... لأرى ما لا يرى ... وأحس إشراقات الله تعالى نورًا يتلألأ بين السطور جعلتني أعكف على قراءة كتاب الله من قوله تعالى
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف: ١٥٧)
1 / 17
وفي سورة الصف:﴾ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿(الصف:٦)
إذًا فالقرآن الكريم يؤكد أن هناك تنبؤات في التوراة وفي الإنجيل عن النبي محمد ﷺ ومن هنا بدأت ولعدة سنوات دراسة هذه التنبؤات ووجدتها حقيقة لم يمسها التبديل والتغيير لأن بني إسرائيل ظنوا أنها لن تخرج عن دائرتهم.. وعلى سبيل المثال جاء في (سفر التثنية) وهو الكتاب الخامس من كتب التوراة (أقيم لهم نبيًا من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به) توقفت أولًا عند كلمة (إخوتهم) وتساءلت: هل المقصود هنا من بني إسرائيل؟ لو كان كذلك لقال (من أنفسهم) أما وقد قال (من وسط إخوتهم) فالمراد بها أبناء العمومة، ففي سفر التثنية إصحاح ٢ عدد ٤ يقول الله لسيدنا موسى ﵇: (أنتم مارون بنجم إخوتكم بني عيسو ...) و(عيسو) هذا الذي نقول عنه في الإسلام (العيس) هو شقيق يعقوب ﵇، فأبناؤه أبناء عمومة لبني إسرائيل، ومع ذلك قال (إخوتكم) وكذلك أبناء (إسحق) وأبناء (إسماعيل) هم أبناء عمومة، لأن (إسحق) شقيق (إسماعيل) ﵉ ومن (إسحق) سلالة بني إسرائيل، ومن (إسماعيل) كان (قيدار) ومن سلالته كان سيدنا محمد ﷺ، وهذا الفرع الذي أراد بنو إسرائيل إسقاطه وهو الذي أكدته التوراة حين قالت (من وسط إخوتهم) أي من أبناء عمومتهم.
1 / 18
وتوقفت بعد ذلك عند لفظة (مثلك) ووضعت الأنبياء الثلاثة: موسى، وعيسى، ومحمد عليهم الصلاة والسلام للمقابلة فوجدت أن عيسى ﵇ مختلف تمام الا ختلاف عن موسى وعن محمد عليهما الصلاة والسلام، وفقًا للعقيدة النصرانية ذاتها والتي نرفضها بالطبع، فهو الإله المتجسد، وهو ابن الله حقيقة، وهو الأقنوم الثاني في الثالوث، وهو الذي مات على الصليب.. أما موسى ﵇ فكان عبد الله، وموسى كان رجلًا، وكان نبيًا، ومات ميتة طبيعية ودفن في قبر كباقي الناس وكذلك سيدنا رسول الله محمد ﷺ، وإذًا فالتماثل إنما ينطبق على محمد ﷺ، بينما تتأكد المغايرة بين المسيح وموسى ﵉، ووفقًا للعقيدة النصرانية ذاتها! فإذا مضينا إلى بقية العبارة: (وأجعل كلامي في فمه..) ثم بحثنا في حياة محمد ﷺ فوجدناه أميًا لا يقرأ ولا يكتب، ثم لم يلبث أن نطق بالقرآن الكريم المعجزة فجأة يوم أن بلغ الأربعين.. وإذا عدنا إلى نبوءة أخرى في التوراة سفر أشعيا إصحاح ٧٩ تقول: (أو يرفع الكتاب لمن لا يعرف القراءة ولا الكتابة ويقول له اقرأ، يقول ما أنا بقاريء..) لوجدنا تطابقًا كاملًا بين هاتين النبوءتين وبين حادثة نزول جبريل بالوحي على رسول الله في غار حراء، ونزول الآيات الخمس الأولى من سورة العلق.﴾ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥) ﴿
ـ هذا عن التوراة، فماذا عن الإنجيل وأنت الذي كنت تدين به؟
1 / 19
ـ إذا استثنينا نبوءات برنابا الواضحة والصريحة ببعثة محمد ﷺ بالاسم، وذلك لعدم اعتراف الكنيسة بهذا الإنجيل أصلًا، فإن المسيح ﵇ تنبأ في إنجيل يوحنا تسع نبوءات، و(البرقليط) الذي بشر به يوحنا مرات عديدة ... هذه الكلمة لها خمسة معاني: المعزّي، والشفيع، والمحامي، والمحمد، والمحمود، وأي من هذه المعاني ينطبق على سيدنا رسول الله ﷺ تمام الانطباق فهو المعزّي المواسي للجماعة التي على الإيمان وعلى الحق من بعد الضياع والهبوط، وهو المحامي والمدافع عن عيسى ابن مريم ﵇ وعن كل الأنبياء والرسل بعدما شوه اليهود والنصارى صورتهم وحرفوا ما أتوا به وهو الإسلام.. ولهذا جاء في إنجيل يوحنا إصحاح ١٤ عدد ١٦ و١٧ (أنا أصلي إلى الله ليعطيكم معزيًا آخر ليمكث معكم إلى الأبد روح الحق) .. وقال في نبوءة أخرى إصحاح ١٦ عدد ١٣ - ١٤ (وأما متى جاء ذاك الروح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به. ويخبركم بأمور آتية، ذاك يمجدني) وهذا مصداق قول الله ﵎: "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا" (الكهف:١١٠) .
ـ كيف كانت لحظة إعلانك للإسلام وكيف كانت بداية الحياة الجديدة في رحاب الهداية والحق؟
1 / 20