Fadail Thaqalayn
فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل
Nau'ikan
وهديتم، وإن أبيتم إلا الفرقة وشق عصا الأمة لم تزدادوا من الله إلا بعدا، ولم يزد الله عليكم إلا سخطا» (1).
فلما وصل الكتاب إليه قام أبو مسلم الخولاني، فقال: صدق علي، علام تقاتله؟
فو الله إنه لأحق بالأمر منك.
رواه الصالحاني وقال: فأجاب معاوية كتاب المرتضى بكلمات تكلم تقريرها ديباجة قلوب أرباب الألباب، فأضربت عن تحريرها توخيا لانتهاج سنن الصواب، والله الموفق والمعين، وإليه المرجع والمآب.
*** وأما قتاله (عليه السلام) مع المارقين الخوارج الذين خرجوا من الحق فانضموا إلى الباطل، وتركوا أقوام المناهج، قال الصالحاني: اعلم، إن أول من خرج على أمير المؤمنين جماعة معه في حرب صفين، وأشدهم خروجا عليه ومروقا من الدين: الأشعث بن قيس وزيد بن حصن الطائي، فقالوا: ليرجعن الأشتر عن قتال المسلمين أو لنفعلن بك ما فعلنا بعثمان! فاضطر إلى رد الأشتر عن قتال أعدائه بعد أن هزم الجماعة وولوا مدبرين، والمرتضى (عليه السلام) على أن يبعث في الحكمين عبد الله بن عباس، فأبوا إلا أن يبعث أبا موسى الأشعري، فجرى الأمر كما جرى، ثم خرجوا عليه، واجتمعت كلمتهم على التبري منه، واجتمعوا بحروراء من ناحية الكوفة، ورأسهم: عبد الله بن الكواء وابن الأعور وحرقوص بن زهير البجلي المعروف بذي الثدية، وهم يومئذ في اثني عشر ألف- أعني يوم النهروان- وهم الذين أولهم ذو الخويصرة، وآخرهم ذو الثدية، وأكفروا أمير المؤمنين عليا، فقاتلهم أمير المؤمنين (عليه السلام)، فما انفلت من هذه المارقة والزائغة إلا أقل من عشرة، فانهزم اثنان منهم إلى عمان، واثنان إلى كرمان، واثنان إلى الجزيرة، واثنان إلى سجستان ... (2).
Shafi 291