228

Fadilan Gidan Tsarki

فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

Nau'ikan

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بدمشق، قال: أبنا الحسن بن إسماعيل ابن محمد الضراب، قال: ثنا محمد بن أحمد بن عبد الله، قال: حدثني أبي، قال: ثنا جعفر بن شاكر، قال: ثنا سعيد بن سليمان، ثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال قال: كان رجل في بني إسرائيل يثني عليه معروف، يصنع لبني إسرائيل طعاما، فإذا قدم طعامه قال لابنه: اخدم قومك، فيبدأ الأب فيأكل ويأكلون، فخرج أبوه من الليل يستفتح الباب، فأصابت يده وجه أبيه، قال: فأتى الحداد قال: اقطع يدي. قال: ألست ابن فلان؟ قال: بلى. قال: لا تصحبني يد آذت أبي. فقطعها، قال: ثم جاء فجلس إلى أبيه كما كان يجلس، فقرب الطعام فقال: ادنه فاخدم قدمك. فأخرج شماله، فقال أبوه: ليس هكذا كنا نأمر. فأخبره ما صنع فشق على أبيه، قال: فما وجد إلا أن دعا له، قال: وكان لطالوت ابنة كان يجد بها وجدا شديدا، فسألته أن تصلي في بيت المقدس، فقال طالوت لبني إسرائيل: أيكم أفضل في أنفسكم؟ قالوا: ما عندنا فينا مثل الأجذم. فدعاه فقال: إني أحب أن تصحب ابنتي إلى بيت المقدس. فقال له: إن في بني إسرائيل من هو أفضل مني، وشر مني. قال: لا يصحبها إلا أنت. قال: فإن لي إليك حاجة، فأجلني حتى أفرغ منها. قال: نعم. قال: فانطلق فجب مذاكيره، فجعلها في جونة وختم عليها، ودفعها إليه، فانطلق مع ابنته، فلما قدمت بيت المقدس أعجبتها الصلاة فيه، فأبطأت حتى قال الناس فيه وفيها، فجعل طالوت يتواعده، فقالت ابنته: ما ينبغي لأحد أن يكون أفضل من هذا. فازداد عليها حنقا حتى أوعده أن يقتله، فقال: استودعتك شيئا. قال: نعم. فأخرج الجونة فإذا فيها مذاكره، قال: فإن كنت صادقا فتعرى. فتعرى فإذا هو ليس فيها شيء، قال: ما صلحت إلا أن تكون حكما لبني إسرائيل. فجعل يحكم بين الناس، ولبني إسرائيل حكمان سواه، قال: فجعل الأشراف يدنون منه فيأتونه، قال: اجعلوا لي شيئا لا يدنون مني. ففعلوا، فجعلوا يدنون منه، فسمر عينيه، ثم قال: لا أعرف شريفا من وضيع. قال: فجعل يحكم بينهم، فنزل ملك من السماء على فرس رغوث، يعني: نتجت فرسا، قال: وللحراث بقرة نتجت عجلا، فاتبع العجل الفرس وترك البقرة، فقال له الحراث: ولد بقرتي. وقال الملك ولد فرسي، أرسله فإن اتبع الفرس فهو ولد فرسي، وإن اتبع البقرة فهو ولد البقرة، فأرسله فجعل يتبع الفرس، فقال الملك: انطلق إلى حكم بني إسرائيل. قال: فانطلقا إليه فحكم فقضى عليه، فلوح له الملك رمانة من ذهب، فقال: أرسلوا العجل فإن اتبع الفرس فهو ولدها، وإن تبع البقرة فهو ولدها. قال: ففعلوا، فتبع الفرس، قال: فجعل الحراث يلوي رأسه، ثم [قال] له: انطلق إلى الحكم الآخر، فانطلقا فقضى عليه، فلوح له رمانة من ذهب، فقضى له، قال: انطلق فانطلقا إلى الأجذم، فقال له الأجذم: إني حائض، وإني لا أقضي بين أحد. فقال له الملك: وتحيض الرجال؟ قال: فقال له: أوتلد الفرس عجلا. قال: فسمح الملك بين عينيه ويده ومذاكره، فإذا هو كما كان.

أخبرنا أبو الفرج، قال: أبنا عيسى، قال: ثنا علي، قال: ثنا عباس بن علي بن محمد الصائغ، ببيت المقدس، قال: ثنا بكر بن سهل، قال: ثنا عبد الله بن يوسف، قال: ثنا خالد بن يزيد المري، عن ابن حلبس: أن عبد الملك بن مروان خرج إلى بيت المقدس، فلما بلغ الراهب الذي عند رأس العقبة دعا نوف البكالي، فقال: يا نوف بيت المقدس هل سمعت فيها شيئا؟ فقال نوف: إن في كتاب الله المنزل: أن الله عز وجل يقول: إن فيك ست: فيك مقامي، وحسابي، ومحشري، وناري، وجنتي، وميزاني.

Shafi 256