Encyclopedia of the Virtues of Islam and Refutation of the Slanders
موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام
Mai Buga Littafi
دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Nau'ikan
﴿فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (٢٩)﴾ أرأيت كيف يردد المستشرقون شبهة عفا عليها الدهر، وطوتها السنون، وبيَّن الله فسادها قبل خمسة عشر قرنًا من الزمن، ثم جاءوا يلوكونها ويدندنون بها تشويهًا للإسلام، وتشكيكًا في عصمة رسول الله ﷺ في عقله وبدنه. (١)
الوجه الثاني: مَرَاتِب الْوَحْيِ مَرَاتِب عَدِيدَة
بيّن القرآن الكريم أنواع الوحي بقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ﴾ [الشورى: ٥١].
قال الطبري: يقول تعالى ذكره: وما ينبغي لبشر من بني آدم أن يكلمه ربه إلا وحيًا يوحي الله إليه كيف شاء، أو إلهامًا، وإما غيره ﴿أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ يقول: أو يكلمه بحيث يسمع كلامه ولا يراه، كما كلم موسى نبيه ﵇ ﴿أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا﴾ يقول: أو يرسل الله من ملائكته رسولًا إما جبرائيل ﵇، وإما غيره ﴿فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ﴾ يقول: فيوحي ذلك الرسول إلى المرسل إليه بإذن ربه ما يشاء، يعني: ما يشاء ربه أن يوحيه إليه من أمر ونهي، وغير ذلك من الرسالة والوحي. (٢)
وقد بينت لنا السنة هذه المراتب.
إِحْدَاهَا: الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ وَكَانَتْ مَبْدَأَ وَحْيِهِ ﷺ وَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ. عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ الله ﷺ مِنَ الوحي الرُّؤيا الصَّالِحةُ في النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهُو التَّعَبُّدُ - الليالي ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ، فَيَتَزَوَّدُ لمِثْلِهَا، حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ في غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ، فَقَالَ: اقْرَأْ؟ قَالَ: "مَا أَنَا بِقَارِئٍ". قَالَ: "فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجَهْدَ، ثُمَّ أرسلني" فَقَالَ: اقْرَأْ. قُلْتُ: "مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فغطني الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجَهْدَ، ثُمَّ أرسلني فَقَالَ:
(١) رد شبهات حول عصمة النبي ﷺ في ضوء السنة النبوية الشريفة (١/ ٣٧٨).
(٢) تفسير الطبري (١١/ ١٦٢).
4 / 174