2108

Encyclopedia of the Virtues of Islam and Refutation of the Slanders

موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

Mai Buga Littafi

دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Nau'ikan

الوجه الثاني: لا إشكال في تعدد أحاديث أسباب النزول
وفي هذا الوجه مسائل:
المسألة الأولى: وهي: التعدد قد يكون في التفسير وليس في السبب
أن يعبر أحدهم بقوله: نزلت في كذا، والآخر: نزلت في كذا، وذكر أمرًا آخر. فهذا يراد به التفسير لا ذكر سبب النزول، فلا منافاة بين قولهما إذا كان اللفظ يتناولهما (١).
المسألة الثانية: قد يكون الأول تفسيرًا والآخر سببًا
كأن يعبر واحد بقوله: نزلت في كذا، ويصرح آخر بذكر سبب خلافه، فهو المعتمد وذاك استنباط، مثاله: عن ابن عمر ﵁ قال: أنزلت ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ﴾ في إتيان النساء في أدبارهن، وعن جابر التصريح بذكر سبب خلافه، فالمعتمد حديث جابر؛ لأنه نقل، وقول ابن عمر استنباط منه، فحديث جابر قال: كانت اليهود تقول: من أتى امرأة من دبرها في قبلها جاء الولد أحول، فأنزل الله ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ﴾. (٢)
المسألة الثالثة: قد يكون أحدهما صحيحًا والآخر ضعيفًا
أن يذكر واحد سببًا وآخر سببًا غيره، فإن كان إسناد أحدهما صحيحًا دون الآخر فالصحيح المعتمد، مثال: عن جندب: اشتكى النبي ﷺ فلم يقم ليلة أو ليلتين، فأتته امرأة فقالت: يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فأنزل الله: ﴿وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾ (٣).
وعن حفص بن ميسرة عن أمه عن أمها وكانت خادم رسول الله ﷺ: أن جروًا دخل بيت النبي ﷺ فدخل تحت السرير فمات، فمكث النبي ﷺ أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي، فقال: يا خولة ما حدث في بيت رسول الله ﷺ؟ جبريل لا يأتيني، فقلت في نفسي: لو هيأت البيت

(١) الإتقان ١/ ٩١.
(٢) البخاري (٤٥٢٨)، مسلم (١٤٣٥).
(٣) البخاري (٤٩٥٠).

4 / 150