Tsarin Malamai
دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
Lambar Fassara
الأولى، 1421هـ - 2000م
Nau'ikan
واختلفوا في معرفته هؤلاء. قيل الفقير المعتمل هو الصحيح القادر على الكسب المحترف. والوسط الذي له ضياع ويعمل بنفسه والذي لا حاجة له إلى عمله لكثرة أمواله وغلمانه فهو الغني. وقال عيس بن ابان رحمه الله الفقير هو الذي يأخذ من كسبه ولا غلة له. فإن كان له غلة إلا أنها لا تزيد على نفقته فهو وسط الحال. فإذا زادت عليه فهو غني وقال الكرخي رحمه الله (الفقير) هو الذي يملك مائتي درهم أو أقل (والوسط) هو الذي يملك فوق المائتين إلى عشرة آلاف درهم. (والمكثر) هو الذي ملكه فوق عشرة آلاف درهم. وقال قاضي خان رحمه الله وعليه الاعتماد وقال نصر بن أبي سلام يعتبر فيه عرف الناس فمن يعدونه غنيا فهو غني ومن يعدونه فقيرا فهو فقير.
باب الجيم مع السين المهملة
الجسم: هو القابل للأبعاد الثلاثة أعني الطول والعرض والعمق أعني القابل للانقسام طولا وعرضا وعمقا. فإن كان ذلك القابل جوهرا فجسم طبيعي وإلا فجسم تعليمي. فعلى هذا لفظ الجسم مشترك بالاشتراك المعنوي بين الطبيعي والتعليمي. وقال بعض الحكماء أنه موضوع لكل واحد منهما بوضع على حدة فيكون مشتركا بينهما بالاشتراك اللفظي. وأكثرهم على أنه موضوع للطبيعي وحقيقة فيه ومجاز في التعليمي لأنه المتبادر عند إطلاق الجسم دون التعليمي والتبادر من إمارات الحقيقة. وهذا الحد يعني حد الجسم الطبيعي بأنه جوهر قابل للأبعاد الثلاث عند الحكماء والمعتزلة. وأما عند الأشعري فالجسم هو الجوهر المنقسم.
واعلم أن الحكماء قائلون بأن الجسم الطبيعي المطلق مركب من الهيولى والصورة الجسمية. والجسم الطبيعي المقيد كالإنسان مثلا مركب منهما ومن الصورة النوعية أيضا. وكل من هذه الأجزاء الثلاثة جواهر. والمتكلمون قاطبة يقولون إن الجسم مركب من الجواهر الفردة أي الأجزاء التي لا تتجزئ. ثم اختلفوا في ما يكفي في تحقق الجسم من تلك الأجزاء. فالجمهور على أنه لا بد في تحققه من ثلاثة أجزاء لتتحقق الأبعاد الثلاثة الطول والعرض والعمق. وليس المراد منها ما هو المتعارف أي الأبعاد الثلاثة المتقاطعة على زوايا قائمة بل المعنى الأعم وهو البعد المفروض أولا وثانيا وثالثا لأن تأليف الجسم من ثلاثة أجزاء إنما يوجب حصول الأبعاد بهذا المعنى بأن يتألف اثنان ويقع الثالث على ملتقاهما فيحصل منه مثلث جوهري من ثلاث خطوط جوهرية فالامتداد المفروض أولا طول وثانيا عرض وثالثا عمق.
وقال بعضهم يكفي في تحقق الجسم جزءان فليس تحقق الأبعاد الثلاثة شرطا في تحققه عندهم. وقال بعضهم لا بد في تحققه من ثمانية أجزاء حتى يتحقق تقاطع الأبعاد
Shafi 274