133

Haske

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Nau'ikan

فإن قال: فما معنى قول الله تعالى: {من الله ذي المعارج} (¬1) قيل له: المعارج الأمكنة المرتفعة، ويدل على ذلك قوله تعالى: {ومعارج عليها يظهرون} (¬2) ، يعني: أماكن مرتفعة والله خالقها، نحو السماء والعرش وغير ذلك، وإن لم تكن هذه الأماكن أماكن له؛ لأنه لا يحتاج إلى الأماكن، وهي أماكن لتدبيره ولصنعه ولمن أسكنهم فيها من ملائكته وخلقه، فهو ذو الأماكن المرتفعة إذ كان خالقا لها، كما أنه لما كان خالقا للفضل العظيم الذي أنعم به على عباده، قال: إنه {ذو الفضل العظيم} (¬3) ، وإن كان هذا الفضل هو فضله على عباده، وكان الله عنه غنيا.

وكذلك قوله تعالى: {رفيع الدرجات} (¬4) ، يعني الدرجات التي يعطيها الله أنبياءه وأولياءه في الجنة؛ لأنها درجات رفيعة. وقوله: {ذو العرش} (¬5) ، يعني خالق العرش، ومالك العرش، وهو غني عن العرش، وعما وصفه به المشبهة من الكون على العرش تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

* مسألة [معنى قوله عز وجل: {يدبر الأمر من السمآء إلى الأرض}]:

Shafi 137