132

Haske

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Nau'ikan

في خمسين ألف سنة، والله تبارك وتعالى يحاسبهم في أسرع من الطرف، كما قال جل ثناؤه: {وهو سريع الحساب} (¬1) .

قال الكلبي (¬2) : مقدار ذلك اليوم عند الخلق في فصل القضاء خمسون ألف سنة، وفي ساعة يفرغ الله عز وجل من القضاء بين الخلق.

* مسألة [في قوله تعالى: {تعرج الملآئكة والروح إليه}]:

فإن قال: فما معنى قوله: {تعرج الملآئكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} قيل له: معناه تعرج إلى المكان الذي لا يتولى الحكم وإنفاذ الأمور فيه إلا هو.

فإن قال: بماذا كان ما يصعد يقال: إنه يصعد /61/ ويعرج إليه، وما ينزل لا يقال: إنه ينزل إليه، بل يقال: إنه ينزل من عنده؟ قيل له: لأنه جعل مكان تدبيره وما ينزل من وحيه إلى الأرض وأخباره السماء، وإن لم تكن السماء مكانا له، وكان ما ينزل من السماء إلى الأرض من أمره وأحكامه إنما يملك عباده الحكم فيه والقيام بإنفاذه؛ فلهذا كان الأمر ينزل من قبله من السماء إذ كان مكان الأمر السماء، وإن لم تكن السماء مكانا له، وكان ما ينزل إلى الأرض لا يقال: إنه ينزل إلى الله، إذ كان إذا أنزله ملك عباده القيام به؛ فلهذا كان نازلا إليهم لا إليه. فإذا عرج إلى السماء قيل له: {يعرج إليه}؛ لأنه لا يملك أحد الحكم في ذلك غيره.

* مسألة [معنى قول الله تعالى: {من الله ذي المعارج}]:

Shafi 136