وقال بعض المولدين:
(وما رأيُتك في حالٍ تكونُ بها ... أدنى إلى كلّ خيرٍ منك في العدمِ)
ومن أجود ما قيل في الصلة على بعد الدار قول نهشل بن حري:
(جزى الله خيرًا والجزاء بكفه ... بني الصلتِ إخوان السماحةِ والمجدِ)
(أتاني وأهلي بالعراق نداهُمُ ... كما صاب غيثٌ من تهامةَ في نجد)
(فما يتغيرُ من زمانٍ وأهله ... فما غير الأيام مجدَكُمُ بَعْدِي)
فأخذه البحتري أخذًا ما رأيت أعجب منه وقد وجه إليه بنو السمط برمي حمص إلى منيج فقال:
(جزى اللَّهُ خيرًا والجزاء بكفه ... بني السمط إخوان السماحة والمجد)
(هم حضروني والمهامهُ بيننا ... كما ارفضَّ غيثٌ من تهامةَ في نجدِ)
إلا أن قوله
(هم حضروني والمهامة بيننا)
أبدع وأحسن من قول نهشل
(أتاني وأهلي بالعراق نداهم)
وأخذه ابن المولى فقال:
(فرحتُ بجعفرٍ لما أتانا ... كما سُرَّ المسافرُ بالإيابِ)
(كممطورٍ ببلدتهِ فأضحى ... غنيًا عن مطالعةِ السّحابِ)
وأخذه أبو السمط بن أبي حفصة فقال في عبد الله بن طاهر:
(لعمري لنعمَ الغيثُ غيثٌ أصابنا ... ببغدادَ من أرضِ الجزيرة وابُلهْ ...)
(ونِعمَ الفتى والسدُ بيني وبينه ... بسبعينَ ألفًا صبحتني رسائله)
(فكنا كحيّ صبَّح الغيثُ دارهُ ... ولم يحتمل أظعانه وجمائله)
وأخذه أبو تمام فقال:
(لم أستطع سيرًا لمِدحةِ خالد ... فجعلتُ مدحتهُ إليه رسولا)
(فليرحلنَّ إليك نائلُ خالدِ ... وليكفينَّ رواحلي الترحيلا)
وأخذه أبو عفان فقال في أحمد بن محمد بن ثوابة:
(نفسي فداءُ أبي العباس من رجلٍ ... لم ينسني قطٌ في نأيٍ ولا كَثَب)
1 / 65