بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على جلائل نعمه وفواضل آلائه وقسمه والرغبة إليه فيما يزلف لديه ويمهد المنزلة عنده ويوجب الحظوة قبله والصلاة على خير بريته محمد وعترته. قال الشيخ أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل رحمه الله تعالى: جمعت في هذا الكتاب أبلغ ما جاء في كل فن وأبدع ما روى في كل نوع من أعلام المعاني وأعيانها إلى عواديها وشذاذها، وتخيرت من ذلك ما كان جيد النظم محكم الرصف غير مهلهل رخو ولا متجعد فج، وهذا نوع من الكلام لا يزال الأديب يسأل عنه في المجالس الحافلة والمشاهد الجامعة إذا أريد الوقوف على مبلغ علمه ومقدار حفظه فإن سبق إليه في بالجواب جل قدره وفخم أمره، وإن نكص عن ميدانه وشال في ميزانه قلت الرغبة فيه وانصرفت القلوب عنه، وذلك مثل ما أخبرنا به أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد رحمه الله تعالى قال: كان بعض من ينتحل الأدب يريد الدخول في جملة أبي الفضل محمد بن الحسن بن العميد لمنادمته، وشفع له في
1 / 7
ذلك جماعة من بطانته فأحضره يوما وفاوضه ليقف على مقداره في المعرفة فقال له فيما قال: ما أحسن ما قيل في صفة شعر؟ فبقي مليا يتفكر فقال أبو الفضل: فند عند خاطرك حداجة، ثم قال هات أيها الشيخ فقلت أحسن ما قاله قديم في ذلك قول الشاعر:
(فإن أهلك فقد أبقيتُ بعدي ... قوافا تُعجبُ المتمثلينا)
(لذيذات المقاطع محكمات ... لو أنَ الشعرَ يُلبَسُ لارتُدينا)
وأحسن ما قاله محدث قول أبي تمام:
(ووالله لا أنفك أهدى شواردا ... إليك يحملن الثناء المنخلا)
(تخال به بردا عليك محبرا ... وتحسبها عقدا عليك مفصلا)
(ألذ من السلوى وأطيب نفحة ... من المسك مفتوقا وأيسر محملا)
(أخف على روح وأثقل قيمة ... وأقصر في سمع الجليس وأطولا)
(وُيزهى به قوم ولم يمدحوا بها ... إذا مثل الراوي بها أو تمثلا)
1 / 8
وقوله:
(إن القوافي والمساعى لم تزل ... مثل النظام إذا أصاب فريدا)
(هي جوهرٌ نثرٌ فإن ألفته ... بالشعر صار قلائدا وعقودا)
(في كل معترك وكل مقامة ... يأخذنَ منها ذمةً وعهودا)
(فإذا القصائد لم تكن خفراءها ... لم ترضَ منها مَشهدا مشهودا)
(من أجل ذلك كانت العربُ الألى ... يدعون ذلك سؤددا محدودا)
(ونند عندهم العلا الأعلى التي ... جعلت لها مُرَرُ القريض قيودا)
قال وبقى الرجل لا يفيض بكلمة ثم خرج ولم يعد. قوله فند يعني أن خاطره بطئ. وفند هذا مخنث كان بالمدينة مولى لعائشة بنت أبي وقاص، وكانت بعثته ليقتبس نارا فأتى مصر وأقام بها سنة ثم جاء بنار وهو يعدو فعثر فتبدد الجمر فقال تعست العجلة فقالت فيه:
(بعثتك قابسًا فلبثتَ حولا ... متى يأتي غياثُك من تغيث)
وقال الشاعر:
(مارأينا لغراب مَثَلا ... إذ بعثناه لحمل المشمله)
(غير فند أرسلوه قابسًا ... فثوى حولًا وسب العجله)
فتمثلت العرب به فقالت أبطأ من فند. وحداجة رجل يضرب به المثل في السرعة فقيل أسرع من حُداجة. وممن سبق إلى الجواب عن هذا النوع فحظي النضر بن شميل أخبرنا أبو
1 / 9
أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد قال حدثنى أبى قال حدثنا إبراهيم بن حامد قال حدثنا أبو بشر محمد بن ناصح الاصبهاني عن النضر بن شميل المازني قال: كنت أدخل على المأمون في سمره فدخلت عليه ذات ليلة وعلي قميص مرقوع فقال يا نضر ما هذا القشف فقلت يا أمير المؤمنين أنا شيخ ضعيف وحر مر وشديد فأتبرد بهذه الخلقان، قال لا ولكنك قشف فأجرينا الحديث إلى أن أخذ المأمون فى ذكر النساء فقال:
حدثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس قال قال رسول الله
(إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها سداد من عوز) فقلت صدق يا أمير المؤمنين هشيم
حدثنا عوف بن أبي جميلة عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أن رسول الله
قال (إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها سداد من عوز) قال وكان متكئًا فاستوى جالسا فقال يا نضر كيف قلت سداد قلت يا أمير المؤمنين السداد ههنا لحن قال ويحك أتلحنني قلت إنما لحن هشيم وكان لحانه فتبع أمير المؤمنين لفظه، قال فما الفرق بينهما قلت السداد القصد في الدين والسبيل، والسداد البلغة وكل ما سددت به شيئا فهو سداد، قال وتعرف العرب هذا؟ قلت نعم العرجى يقول:
(أضاعوني وأى فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر)
قال قبح الله من لا أدب له، ثم أطرق مليا ثم قال: أنشدني أخلب بيت قالته العرب قلت حمزة بن بيض يقول في الحكم بن مروان:
1 / 10
(تقول لي والعُيونُ هاجعةٌ ... اقم علينا يوماٌ فلم اقم)
(أى الوجوه انتجعت قلت لها ... وأى وجه إلا الى الحكَم)
(متى يقل صاحبا سرادقه ... هذا ابن بيض بالباب يبتسم)
(قد كنت أسلمتُ فيك مقتبلا ... فهات أدخل أو قى سلمى)
فقال أحسن ما شاء، أنشدني أنصف بيت قالته العرب قلت أبو عروه المدني حيث يقول:
(إني وان كان ابن عمي واغرا ... لمزاحم من خلفه وورائه)
(وممده تصرى وإن كان امرأ ... متزحزحا في أرضه وسمائه)
(وأكون والى سره فأصونه ... حتى يحين علي وقتُ أدائه)
(واذا الحوادثُ أجحفت بسوامه ... قرنتُ صحيحتنا الى جربائه)
(واذا دعا باسمى لنركب مركبا ... صعبًا قعدتُ له على سيسائه)
(وإذا رأيت له رداءً ناضرًا ... لم يلفنى متمنيًا لردائه)
فقال أحسن ما شاء، أنشدني أقنع بيت للعرب قلت الراعي حيث يقول:
(اطلب ما يطلبُ الكريمُ من الرزق ... لنفسى فاجملُ الطلبا)
(واحلبُ الثرة الصفي ولا ... أجهد أخلاف غيرها حلبا)
(إني رأيتُ الفتى الكريمَ إذا ... رغبته في صنيعة رغبا)
(والنذلٌ لا يطلبٌ العَلاءَ ولا ... يٌ عطيك شيئًا إلا إذا رهبا)
(مثلُ الحمار الموقع السوء لا ... يحسن شيئًا إلا إذا ضربا)
(ولم أجد غرة الخلائق الا ... الدين لما اعتبرتُ والحَسَبا)
1 / 11
(قد يُرزَقٌ الخافق وما ... شدَّ لعيس رَحلًا ولا قتبا)
(ويحرم الرزق ذو المطية والرحل ... ومن لا يزالُ مغتربا)
فقال أحسن ما شاء، ما مالك يا نضر؟ فقلت أريض لي بمرو أتصابها وأتمززها قال ألا نفيدك مع ذلك مالا؟ قلت إني الى ذلك محتاج قال فأخذ القرطاس وكتب ولا أدري ما كتب، قال كيف تقول من التراب اذا أمرت أن تترب؟ قلت أتربه، قال فهو ماذا؟ قلت مترب، قال فمن الطين؟ قلت وطنه، قال فهو ماذا؟ قلت مطين، قال هذه أحسن من الأولى ثم قال يا غلام أتربه وطنه، ثم صلى بنا العشاء ثم قال لخادمه تبلغ معه إلى الفضل بن سهل. فأتيته فلما قرأ الكتاب قال يا نضر إن أمير المؤمنين أمر لك بخمسين ألف درهم فما كان السبب فأخبرته ولم أكذبه فقال لحنت أمير المؤمنين فقلت كلا إنما لحن هشيم وكان لحانة فتبع أمير المؤمنين لفظه وقد تتبع الفقهاء، فأمر لى الفضل بثلاثين ألفاَ فأخذت ثمانين ألفا بحرف استفاده منى.
وأخبرنا أبو أحمد قال أخبرنا الصولي قال أخبرنا أحمد بن يحيى المهلبي قال حدثني أبي قال جرى في مجلس الواثق بالله تعالى ذكر ما قيل في أصحاب النبيذ فأمرت أن يسأل أبا محلم عن أحسن ما قيل في ذلك فسئل بعد أن أحضر فقال أحسنه قول حكيم وهو شاعر عصره النمر بن تولب العكلي:
(وفتية كالسيوف أوجههم ... لا حصر فيهم ولا بخل)
(بيض مساميح في الشتاء وإن ... أخلف نجم عن وبله وبلوا)
(لا يتأرون في المضيق وان ... نادى مناد أن انزلوا نزلوا)
(لا يعترى شربنا اللحاء وقد ... توهب فينا القيان والحلل)
فاستحسن الواثق الأبيات ووهب أبا محلم.
1 / 12
فحاجة الأديب إلى هذا الفن شديدة وفاقته إليه عتيدة، وأولى ما يصنف ويؤلف ويقرب مأخذه ويسهل ما كانت الحاجة إليه هذه الحاجة فوقعت العناية عليه وانصرفت بالاهتمام إليه حتى تهذب وتثقف وتشذب وتدانت شعبه وتقاربت سبله ولم أبال ما ألفى فيه من زيادة تعب وفضل كد ونصب إذ لم يكن الإنسان يبلغ ما يريد وينال ما يريغ إلا بتكلفة لغوب ومواصلة دؤوب لا يسما إذا كان الغرض الذي ينزع إليه جسيما يكسبه حسن الذكر ويمنحه طيب النشر من علم يتقنه أو يصنفه ويدونه أو رياسة أرادها فارتادها وسيادة طلب أقتيادها وليس ذلك للمتوانى المتهاون ولا المتواكل المتواهن، وقد قيل:
(سهرت عيونهم وأنت ... عن الذي قاسوه حالم)
وقيل:
(وإن سيادة الأقوام فاعلم ... لها صعداء مطلعها طويل)
وقيل:
(إن السيادة والرياسة والعلى ... أعباؤهن كما علمت ثقال)
وقيل:
(وإن جسيمات الأمور منوطة ... بمستودعات في بطون الأساود)
وقلت:
(إن الأمور مريحها في المتعب)
وفي المثل
(عند الصباح يحمد القوم السرى ...) وقيل: ما لمن لم يركب الأهوال حظ وقلت:
(ولم يتسهل للفتى درك العلا ... إذا هو لم يصبر على المتصعب)
ومن كانت له حاجه في الشئ اشتغل به وفرغ له واستندب التعب فيه حتى بلغ مراده منه وقيل:
(طوامِس لي من دُونِهنَّ عدَاوَةٌ ... ولي من وراء الطامسات حبيب)
(بعيد على من ليس يطلب حاجة ... وأما على ذى حاجة فقريب)
والذى حدانى على جمع هذا النوع ايضا أني لم أجد فيه كتابا مؤلفا ولا كلاما مصنفا يجمع فنونه ويحوى ضروبه، ورأيت ما تفرق منه في اثناء الكتب وتضاعيف الصحف غير مقنع يشفى الراغب ويكفي الطالب فجمعته ههنا واضفت إلي كل نوع منه
1 / 13
ما يقاربه من امثاله وما يجرى معه من اشكاله ليكون مادة للمناقضة وقوة للمفاوضة، وجعلته نظما ونثرا وخبرا وشعرا لأ بعث به نشاط الناظر واجلى به صداء الخاطر لأن الخروج من ضرب الى ضرب أنفى للملال وأعدى على الكلالا من لزوم نهج لا يتعداه والاقتصار على امر لا يتوخى سواه. وجعلته اثنى عشر بابا: الباب الأول: في التهاني والمديح والافتخار. الباب الثاني: في الخصال. الباب الثالث: في المعاتبات والهجاء والاعتذار. الباب الرابع: في الغزل واوصاف الحسان. الباب الخامس: في ذكر النار والطبخ وانواع الطعام وصفات الشراب وما يجرى مع ذلك. الباب السادس: في ذكر السماء والنجوم والشمس والقمر وما يجرى مع ذلك. الباب السابع: في ذكر السحاب والمطر والثلوج والمياه وصفات البساتين والرياض والاشجار والثمار والرياضين والنسيم وما يجري مع ذلك. الباب الثامن: في ذكر السلاح والحرب وما يشبه ذلك. الباب التاسع: في ذكر القلم والخط والكتاب وصفة البلاغة وما يجرى مع ذلك. الباب العاشر: في ذكر الخيل والابل والسير والفلوات والسراب وصفة سائر الحيوانات. الباب الحادي عشر: في ذكر الشباب والمشيب والعلل والموت والمراثي والتعازي والزهد. الباب الثاني عشر: في صفات اشياء مختلفة. ثم رأيت اصحابنا يشكون طوله وكبر حجمه وبعد غايته فجعلت كل باب منه ينفرد بنفسه ويتميز من جنسه ليخف محمله ويقرب مأخذه، على ان فوائد الكتاب على قدره في صغره وكبره ولكن ينبغى أن يحمل على كل بقدر طاقته ويكلف
1 / 14
على حسب مقدرته ويحدث بما ينشط لاستماعه ويتسع لوعيه، وتقريب الحكمة حكمة ثانية ويكسوها المحبة ويوجد اليها الرغبة، وأرجو أن أوافق الصواب في جميع ما ضمنت هذه الأبواب. وأن وجد في فصوله خطل أو تعرض فيه زلل أو تخلله خلل فغير بديع ولا قبيح شنيع لأن النقصان منوط بالانسان لايسلم منه خلقه وخلقه وقوله وفعله وقد شمل العيب كل شئ حتى صارت في وجنة القمر سفعة، وقد قلت:
(وفي كل شئ حين تخبر أمره ... معايب حتى البدر اكلف اسفع)
والشئ إذا سلم جله فقد حسن كله وبالله التوفيق:
(كتاب المبالغة)
في المديح والتهاني والافتخار وهو الباب الأول من كتاب ديوان المعاني وهو ثلاثة فصول
(الفصل الأول في المديح)
سمعت أبا أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد رحمه الله تعالى يقول أمدح بيت قالته العرب قول النابغة الذبياني.
(ألم تَرَ أنّ اللَّهَ أعطاكَ سُورة ... تَرى كلَّ مَلْك دُونها يَتَذَبْذَب)
1 / 15
(بانك شمس والملوك الكواكب ... إذا طلعت لم يبْدُ منهنّ كوكبُ)
ثم قال
اخبرنا أبو بكر محمد بن يحي بن العباس قال حدثني أبو ذكوان قال: أدخلت إلى إبراهيم بن العباس وهو بألاهواز لخدمته فقال ما تقول في شعر النابغة ألم تر أن الله أعطاك سورة البيتين فقلت ما عندي فيه إلا الظاهر المشهور يقول فضلك على الملوك كفضل الشمس على الكواكب فقال نفهم معناه قبل هذا إنما يعتذر إلى النعمان من مدحه آل جفنه الغسانيين وتركه له ويريد أن له في مدحه لهم عذرًا ألا ترى إلى قوله:
(ولكنني كنت امرأ لى جانب ... وأقرب من الأرض فيه مسترادٌ ومَذْهَبُ)
(مُلُوك وإخوان إذا ما أتيتهم ... أحكم فى اموالهم واقرب)
(كحكمك في قوم أراك اصطفيتهم ... فلم تَرَهم في شُكر ذلك أذنبوا)
يقول لا تلمني على شكري وقد أحسنوا إلي إذ لجأت إليهم وإن كانوا أعداءك كما أحسنت إلى قوم فشكروك عند أعدائك فقد أحسنوا ولم يذنبوا، ثم قال اعمل على أني أذنبت فمن أين تجد من لا يذنب فقال:
(ولستُ بمُسْتَبقٍ أخًا لا تلمُّهُ ... على شَعَثٍ أى الرجال المهذب)
(فأن أك مظلوما فبعد ظلمته ... وإن يك ذا عتبي فمثلك يُعتبُ)
يقول مثلك يعفو ويحسن وإن كان عاتبًا فى كرمك ما يفعل ذلك ولك العتبي والرجوع إلى ما يجب، ثم فضله عليهم فقال:
(ألم تَرَ أنّ اللَّهَ أعطاكَ سُورة ... تَرى كلَّ مَلْك دُونها يَتَذَبْذَب)
(بأنك شمسٌ والملوك كواكبٌ ... إذا طلعت لم يبْدُ منهنّ كوكبُ)
يقول ما صلحت لي أنت فإني لا أريد غيرك من الملوك كما أن من طلعت عليه
1 / 16
الشمس لم يحتج إلى النجوم. قال أبو ذكوان وما رأيت أعلم بالشعر منه ثم قال لوأراد كاتب بليغ أن ينثر من هذه المعاني ما نظمه النابغة ما جاء به في أضعاف كلامه، وكان يفضل هذا الشعر هذا الشعر يفضل على جميع أشعار الناس. وقد سبق بعض شعراء كندة النابغة إلى هذا المعنى فقال يمدح عمرو بن هند:
(تكادُ تَمِيدُ الأرضُ بالناس إن رأوا ... لِعَمْرو بن هِندٍ غضبَةٌ وهو عاتب)
(هوالشمس وافت يوم سعد فأفضلت ... على كل ضوءٍ والملوك كواكب)
وقالت صفية الباهلية:
(أخبني على مالكٍ ريبُ الزمان ولا ... يُبقي الزمانُ على شئ ولا يَذَرُ)
(كنا كأنجُمِ ليلٍ بيننا قمر ... يجلوا الدُّجَى فهوَى من بيننا القمر)
ومن ههنا أخذ أبو تمام:
(كأن بني نبهانَ يومَ وفاته ... نجومُ سماء خَرّ من بينها البدرُ)
وقال نصيب في معنى النابغة:
(هو البدر والناس الكواكب حَوْلَهُ ... وهل يشبه البدرَ المضئَ الكواكبُ)
ومثل قول النابغة
(احكم في أموالهم وأقرب)
قول الأشجع:
(لاتعذلوني في مديحي معشرًا ... خَطَبوا المديح إليَّ بالأموالِ)
(يتزحزحُونَ إذا رأوني مُقْبلا ... عن كل مُتَّكإ من الإجلال)
وسمعت أبا أحمد يقول: أبرع بيت قيل في المديح قول النابغة:
(فإنكَ كالليل الذي هو مُدْركي ... وإن خِلْتُ أن المنتأى عنك واسعٌ)
ثم قال أخبرني محمد بن يحي قال أخبرنا عون بن محمد الكندي أخبرنا قعنب بن محرز قال سمعت الأصمعي قال سمعت أبا عمرو يقول كان زهير يمدح السوقة ولو ضرب أسفل قدميه مائة على أن يقول مثل قول النابغة
(فإنك كالليل الذي هو مدركي)
1 / 17
ما قاله فما لا يقول مثله زهير كان غيره أبعد منه.
أخبرنا أبو أحمد أخبرنا أبو بكر بن دريد عن السكن بن سعيد عن محمد بن عباد قال سمعت أبا عبد الله نفطويه يذكر عن الفراء قال قال الكسائي حضرت مجلسًا للخليل بن أحمد وقد جمع بينه وبين يونس بن حبيب عند العباس بن محمد في مفاتقه اللغات ومجاريها ونوادر الإعراب ومذاهب العرب ومجازها وأخبارها فكان الخليل كالسابق قرن به ذو الزوائد الحطم في حلبة المضمار إلى أن تذاكروا الأشعار والشعراء فأكثر يونس من ذكر زهير وتقديمه وذكر الخليل النابغة وقدمه وعظم أمره فقال العباس للخليل بم تذكر النابغة قال كان النابغة أعذب على أفواه الملوك وأبسط قوافي شعر كأن الشعر ثمرات تدانين من خلده فهو يجتنيهن اختيارًا، له سهولة السبك وبراعة اللسان ونقاية الفطن لا يتوعر عليه الكلام لعذوبة مخرجه وسهولة مطلبه.
أخبرنا شيخ لباهلة يكنى أبا جحار أن النابغة وفد على النعمان معتذرًا من تلك البلاغات ومعه اعتذاره الذي يقول فيه:
(فإنك كالليل الذي هو مدركي)
فقال النعمان أقبل منك عذرك وأصفح لقدرك عنك ثم أمر فخلع عليه خلع الرضا وكن حبرات خضرا مطرفة بالدر في قضب الذهب وانصرف إلى منزله. قال الباهلي وإن النابغة جاء يومًا مستأذنًا معتذرًا فقال له الحاجب الملك على شرابه قال فهو وقت الملق والشعر تقبله الأفئدة عند السكر فإن يبلج لي فلق المجد عن غرر مواهبه فأنت قسيم ما أفدت. فقال الحاجب والله ما تفي عنايتي بك بدوت شكرك لي فكيف أرغب فيما تصف ودون ما ترغب رهبة التعدي فهل من سبب يمكن الاستئذان. فقال النابغة فعلت ما يجب عليك في الأدب وقضاؤها معقود
1 / 18
بشكرك فمن عنده؟ قال خالد بن جعفر الكلابي فقال أين أنت عنه بما أقول لك قال قل قال تقول له خاليًا إن زيادًا يقول إن قدرك فوق الغمام ووفاءك وفاء الكرام وقال الفراء تقول له خاليًا إن زيادًا يقول إن من قدرك نيل الدرك بك وزكاة الجاه رفد المستعين، وناحيتي من الشكر ما علمت وحاجتي ملاطة الأسباب حتى يحرك ذكرًا يمكن بمثله الاستئذان وقال الفراء يجري ذكرًا فلما صار خالد إلى بعض ما يبعث موارد الشراب نهض فاعترضه الحاجب فقال ليهنك أبا البسام حادث النعم قال خالد هنأك عيشك كل ما نحن فيه تجديد للتفضيل وإتمام للشرف وكل ذلك ببقاء الملك وحسن مواده فما ذاك فأخبره بما قال النابغة فقال آذنه بالطاعة وانتظار المراجعة وكان خالد رفيقًا يتأنى الأمور والأسباب لطفًا وحسن بصيرة في الارتياد فدخل متبسمًا وهو يقول:
(ألا لمثلكَ أو مَن أنتَ سابقهُ ... سبقَ الجواد إذا استولىَ على الامَد)
ثم قال واللات والعزى لكأني أنظر إلى أملاك ذي رعين وذى فايش وقد مدت لهم قصبات المجد إلى معالي الأحساب ومناكب الأنساب في حلية أنت أبيت اللعن غرتها فجئت سابقًا متمهلًا وجاؤا لم يتم لهم سعي، وجاء زياد فقال النعمان والله لأنت في وصفك أبلغ احسانا من إحسان النابغة فينافي نظم قوافيه، فقال خالد أيها الملك واللات ما أبلغ فيك حسنًا إلا غمره قدرك استحقاقًا للشرف الباهر ولو كان النابغة حاضرًا لقال وقلنا، فقال النعمان النابغة يا غلام فخرج الحاجب فقال النابغة ما وراءك قال رفع الحجاب وأذن في السيادة والافضال فدخل فانتصب بين يدي النعمان وحياه بتحية ثم الملك ثم قال أيفاخرك أبيت اللعن ابن جفنة وأنت سائس العرب وغرة الحسب واللات لأمسك أبهى من يومه ولقذالك.
1 / 19
أحسن من وجهه وليسارك أسمح من يمينه ولعبدك أكثر من قومه ولنفسك أكبر من جده وليومك أشرف من دهره ولوعدك أنجز من رفده ولهزلك أصوب من جده ولفترك أبسط من شبره ولأمك خير من أبيه، ثم أنشأ:
(أخلاقُ مَجدك جَلَّتْ مالها حصر ... في البأس والجودِ بَينَ البدْوِ والحضَرِ)
(مُتَوَّجٌ بالمعالي فوقَ مَفْرَقِهِ ... وفي الوغى ضَيغمٌ في صُورَة القَمر)
قال فتهلل وجه النعمان بالسرور وأمر فحشى فمه درًا، وقال لمثل هذا ترتاح القلوب وبمثله تمدح الملوك، ثم قال الخليل أفيحسن زهير أن يقول مثل هذا؟ فقال يونس للعباس إني لأعجب مما حدث عن قصة النابغة وشعره قوله:
(وفي الوغى ضغيم في صورة القمر ...)
أجود شئ قيل في الحسن مع الشجاعة من شعر المتقدمين ومن شعر المحدثين قول أبي العتاهية يمدح الرشيد وولده:
(بَنُو المصطفى هارون حول سريره ... فخير قيامٍ حَوله وقُعُود)
(يُقلب ألحاظَ المهَابة بَينهم ... عُيونُ ظِباء في قلوب أسُود)
وأخذه مسلم بن الوليد فقال
(كأن في سرجه بدرًا وضرغاما ...)
وقلت:
(فتى على نفسه من نفسه رَصدٌ ... يصّده ان نطق الشين والذاما)
(مازال يَغنَم مالًا ثم يغرمُه ... مازال للمال غَنّاما وغَراما)
(أغر أروع يحكي الغيثَ مكْرمُه ... والنجمَ مَنزلة والطودَ أحلاما)
(تجله حين يبدو أن تقول له ... كأن في سَرجه بدرًا وضِرغاما)
وقد تداول الناس معنى قوله
(فأنك كالليل الذي هو مدركي ...)
1 / 20
فقال الفرزدق:
(ولو حملتني الريحُ ثم طلبتني ... لكنت كحى أدركته مغادره)
وهو دون قول النابغة لأن الليل أعم من الريح والريح أيضًا أيضًا يمتنع منه بأشياء، والليل لا يمتنع منه بشئ. وأخذ الأخطل قول الفرزدق فقال:
(فأنتَ كالدهر مبثوثا حبائله ... والدهرُ لا ملجأ منه ولا هَرَب)
(ولو ملكتُ عنانَ الريح أصرفُه ... في كل ناحية ما فاتكَ الطلبُ)
وأخذ مسلم البيت الأول من الأخطل فقال:
(وإنّ أميرَ المؤمنينَ وفعلَه ... لكالدهر لاعار بما فَعل الدهرُ)
وهو أيضًا مأخوذ من قول النابغة، وأخذه أبو تمام فقال:
(خشَعوا لصولتك التي هي عندهم ... كالموتِ يأتي ليس فيه عار)
(فالقول همسٌ والنَداء إشارةٌ ... خَوفَ انتقامِك والحديثُ سرارُ)
وأخذه علي بن جبلة فقال:
(وما لامرئ حاولته منك مهرَبٌ ... ولو رَفَعته في السماء المطالعُ)
(يلي هارب لا يهتدي لمكانه ... ظلامٌ ولا ضَوْء من الصبحِ لامِعُ)
وقال البحتري:
1 / 21
(ولو أنهم ركُبوا الكواكبَ لم يَكُن ... لِمُجِدِّهِمْ من خَوف بأسكَ مهرَب)
وقلت في قريب منه:
(ويدنو له المطلوبُ حتى كأنما ... يواكب ضوء الصبح في كل مطلَبِ)
وقالوا أمدح بيت قالته العرب قول أبي الطمحان:
(أضاءَتْ لهم أحسابُهم وَوجُوهُهم ... دُجَى الليل حتى نظمَ الجزعَ ثاقبة)
(نجومُ سماء كلما انقضَّ كوكبٌ ... بدا كوكب تأوي إليه كواكبه)
(وما زال منهم حيث كان مسودٌ ... تسيرُ المنايا حيثُ سارتْ كتائبه)
ومثله قول الحطيئة:
(نمشي على قول أحسابٍ أضأت لنا ... كما أضاءت نجوم الليل للساري)
ومثله قول الآخر:
(وجُوهٌ لَوَ أنّ المُدْلجين اعْتشوا بها ... صد عن الدُّجَى حتى يُرى الليلُ ينجلي)
وقال بعض الأعراب في رجل: ما دفعته في سواد إلا محاه ولا قابلت به ملمًا إلا كفاه. ومثل قوله صد عن الدجى قول بعض المحدثين:
(ومِصباحُنا قَمرٌ زَاهِرٌ ... كقوسِ لُجَينٍ يَشقُّ الدُّجَى)
وقلت:
(وانْشقَّ ثوبُ الظَلامِ عن قمر ... يَضْحكُ في أوجه الدُّجُناتِ)
1 / 22
(كأنما النجم حين قابله ... قبيعة في نصاب مرآة)
وقلت:
(بليل كما ترفو الغزالةُ أسودٍ ... على أنه مِنْ نُورِ وَجْهكَ أبيضُ)
(كواكبه زهر وصُفْر كأنها ... قبائع منها مُذَهبٌ ومُفَضضُ)
وقلت:
(وذي غنجٍ يأوي إلى فرعه الدُّجى ... ولكنها عن وَجْههِ تتفرج)
(ففيه ظَلامٌ بالصباح مُقنعٌ ... وفيه ظَلامٌ بالصباحِ مُتوَّجُ)
وقول أبي الطمحان مولى ابن أبي السمط:
(فتى لا يُبالي المدْلجونَ بنوره ... إلى بابه ألَّا تضئ الكواكبُ)
(له حاجبٌ عن كل أمر يَشينهُ ... وليس له عن طالبِ العُرفِ حاجب)
وقول الآخر:
(من البيض الوُجوه بني سنانٍ ... لَو أنكَ تستضئ بهم أضاؤا)
وقول الآخر:
(غلامٌ رماه الله بالحسن يافعا ... له سيماء لا تشقُّ على البصرِ)
(كأن الثريا عُلقت في جبينه ... وفي أنفه الشعرى وفي وجهه القمر)
(ولما رأى المجد استعيرت ثيابه ... تردَّى بثوب واسع الذَّيل واتزر)
(إذا قيلت العوْراءُ غض كأنه ... ذليلٌ بلا ذُّلٍّ ولو شاء لانتصر)
وقول الآخر:
(اخترْ فِناءَ بني عَمْرو فإنهمُ ... أولُو فضولٍ وأقدار وأخطارِ)
(إن يُسألوا الخير يُعطَوهُ وإن جهدوا ... فالجهد يخرج منهم طيبَ أخبار)
(وإن تودَّدتهم لانوا وإن شتموا ... كَشَفْتَ أذمارَ سرٍّ غير أسرار)
(هْينون ليْنون أيسارٌ ذوو يُسرِ ... أربابُ مَكرُمة أبناء إيسارِ)
(من تلقَ منهم تقلْ لاقيتُ سيدَهم ... مثلَ النجوم التي يُهدَى بها الساري)
1 / 23
وهذا عندي أمدح شئ قيل في وصف جماعة. وأنشدنا أبو أحمد لعيسى بن أوس في الجنيد بن عبد الرحمن:
(الى مستنير الوجه طال بسؤدد ... تقاصرَ عنه الشاهِقُ المتطاوِلُ)
(مَدَحْتكَ بالحق الذي أنتَ أهله ... ومن مِدَحِ الأقوامِ حقٌ وباطلُ)
(يعيش الندى مادمت حيًا فإن تَمُتْ ... فليس لحيٍّ بعد موتك طائل)
(وما لامرىء عندي مُخِيلَة نِعمة ... سِواكَ وقد جادَت عليَّ مخايلُ)
وقالوا أمدح بيت قالته العرب قول الأعشى:
(فتىً لو ينادي الشمسَ ألقت قِناعَها ... أو القمرَ الساري لألقى المقالِدا)
وهذا وقول أبي الطمحان من الغلو، والغلو عند بعضهم مذموم وليس كذلك ولو كان مذمومًا لما جعلوا هذين البيتين من أمدح ما قالت العرب وهما من الغلو على ما هما عليه، ومثل هذا الغلو قول طريح بن إسماعيل:
(أنتَ ابنُ مُسلنْطح البطاحِ ولم ... يضرب عليك الحنيّ والولج)
(لو قلت للسيل دع طريقك ... والموج عليه كالهضب يعتلج)
(لارتدَّ أوساخ أو لكانَ له ... في جانبِ الأرضِ عنك مُنعَرج)
وهذا من أعلى الغلو لأن السيل لا ترد وجهته هيبة ولا مخافة، والعرب تقول أجرأ من السيل فيهمز ولا يهمز والهمز من الجراءة وترك الهمز من الجري، ويقال في المثل لا أفعل كذا حتى يرد وجه السيل، وليس هذا الشعر بمختار الرصف واللفظ وإنما جئت به لمكان غلوه، ومن الغلو المشهور المستفيض الذي قبله الناس واستحسنوه ورووه بكل لسان قول أبي تمام في المعتصم:
(بيمن أبي أسحق طالتْ يدُ العلَا ... وقَامتْ قَناةُ الدِّينِ واشتدَّ كاهله)
1 / 24
(هوَ البحرُ مِن أيِّ النواحِي أتَيته ... فَلُجَّتُهُ المعروفُ والجودُ ساحِلُهْ)
(تعوَّدَ بَسطَ الكفِّ حتى لو أنه ... أرادَ انقباضًا لم تُطِعْهُ أنامِله)
(ولو لم يكنْ في كفهِ غيرُ نفسه ... لجادَ بها فليتق الله سائِله)
وقلت في قريب منه:
(وكيف يبيتُ الجارُ منك على صدى ... وكفُّكَ بَحرٌ لُجةُ البحرِ ساحلهْ)
أخبرنا أبو أحمد قال سمعت أبا بكر يعني ابن دريد يحكى عن أبي حاتم قال قال الأصمعي سمعت أعرابيًا يقول: انكم معاشر أهل الحضر لتخطئون المعنى إن أحدكم ليصف الرجل بالشجاعة فيقول كأنه الأسد ويصف المرأة بالحسن فيقول كأنها الشمس، لم لا تجعلون هذه الأشياء بهم أشبه ثم قال لانشدك شعرًا يكون لك إماما ثم أنشدني:
(إذا سألت الورى عن كل مَكرمةٍ ... لم تلفِ نسبتَها إلّا إلى الهَوْل)
(فتىً جَوادًا أعاد النيل نائله ... فالنِّيلُ يشكرُ منه كثرة النيل)
وليس هذا الشعر مختارًا عندي:
(والموتُ يرهبُ أن يَلقَى مَنيتهُ ... في شِدَّةٍ عند لفِّ الخَيل بالخيلِ)
(لو عارض الشمسَ أبقى الشمسَ مُظلمةً ... أو زاحم الصم ألجاها إلى الميل)
(أو بارز الليلَ غطَّته قوادِمُه ... دونَ القَوافي كمثل الليلِ بالليلِ)
(أمضَى من النَّجمِ إن نابتهُ نائبةٌ ... وعندَ أعدائِه أجرى من السيل)
ومن الجيد في هذا المعنى قول الآخر:
(عَلَّم الغيثَ الندَى حتى إذا ... ما حكاه عَلمَ البأسَ الأسدْ)
(فلهُ الغيث مُقِرُ بالندى ... وله الليث بمقر بالجلَد)
وقد أنكر عبد الملك ما أنكره الأعرابي من تشبيه الممدوح بالأسد والصخر والبحر
فأخبرنا أبو أحمد قال أخبرنا أبو بكر أخبرنا عبد الأول بن مزيد أحد بني أنف الناقة عن ابن عائشة عن أبيه قال قال عبد الملك يومًا وقد اجتمع
1 / 25
الشعراء عنده: تشبهوننا بالأسد والأسد أنجر وبالبحر والبحر أجاج والجبل والجبل أوعر ألا قلتم كما قال أيمن بن خزيم بن فاتك في بني هاشم:
(نَهاركمُ مكابدةٌ وصومٌ ... وليلكُمُ صلاةٌ واقتراءُ)
(أأجعلكم وأقوامًا سواءً ... وبينكمُ وبينهمُ الهواء)
(وهم أرض لأرجلكم وأنتم ... لأعينهم وأرؤسهم سماء)
وهذا من قول أمية بن أبي الصلت وهو أول من أتى به قوله في عبد الله ابن جدعان:
(أأذكرُ حاجتي أمْ قد كفاني ... حياؤكَ أن شيمتكَ الحياءُ)
(كريم لا يُغيره صباحٌ ... عن الخُلقِ الكرِيم ولا المساءُ)
(وأرضُك أرضُ مكرمةٍ بنتها ... بَنو تَيم وأنتَ لهم سماء)
ونحوه قوله:
(لكلِّ قبيلةٍ شرفٌ وعزٌّ ... وأنت الرأسُ يقدمُ كلَّ هادي)
وتصرف فيه المحدثون فقال ابن الرومي:
(قومٌ يَحُلونَ من مَجد ومن شرف ... ومن غناء محل البيضن واليلب)
(حلوا محلها من كل جمجمةٍ ... نفعًا ورفعًا وإطلالًا على الرتب)
1 / 26