فاستعدى الزبرقان عليه فحكم عمر حسان فقال حسان ما هجاه ولكن سلج عليه ثم حبس عمر الحطيئة فقال يستعطفه:
(ماذا تقولُ لأفراخ بذي مَرَخٍ ... حمرِ الحواصلِ لا ماءٌ ولا شجرُ)
(ألقيتَ كاسبَهم في قعد مظلمةٍ ... فاغفرْ عليكَ سلامُ الله يا عمرُ)
(ما آثروكَ بها إذ قدموك لها ... لكنْ لأنفسِهم كانت بكَ الأثر)
فأخرجه عمر وأجلسه على كرسي وأخذ شفرة وأوهمه أنه يريد قطع لسانه فضج وقال إني والله يا أمير المؤمنين قد هجوت أمي وأبي ونفسي فتبسم عمر وقال ما الذي قلت قال قلت لأبي وأمي:
(ولقد رأيتك في النساء فسؤتني ... وأبا نبيك فساءَني في المجلسِ)
وقلت لأبي خاصة
(فبئس الشيخُ أنتَ لدى تميم ... وبئس الشيخ أنت لدى المعالى)
(تنحى فاجلس مني بعيدًا ... أراحَ الله منكِ العالمينا)
(أَغربالًا إذا استودعت سرًا ... وكانونًا على المتحدثين)
وقلت لامرأتي خاصة:
(أطوّف ما أطوّفُ ثم آوي ... إلى بيتٍ قَعيدتُهُ لَكاعِ)
وقلت لنفسي:
(أبت شفتاي اليومَ إلاّ تَكَلُمًا ... بسوءٍ فلا أدري لمن أنا قائلهُ)
(أرى ليَ وجهًا قبّحَ اللهُ خلقهُ ... فقبّحَ من وجهٍ وقُبحَ حاملهُ)
وقد هجا أيضًا من أحسن إليه فقال:
(منحَت ولم تبخلْ ولم تعطِ طائلًا ... فسّيان لا ذمُ عليك ولا حمدُ)
ثم خلى سبيله عمر وأخذ عليه ألا يهجو أحدًا وجعل له ثلاثة آلف درهم
1 / 39